أنت هنا

قراءة كتاب الطريق إلى غوانتنامو

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الطريق إلى غوانتنامو

الطريق إلى غوانتنامو

رواية "الطريق إلى غوانتنامو" تتلمس طريق الحرب الوعرة، وتسعى إلى التعبير عن مصائر شخصياتها التي انسحقت في أتون حرب عاصفة، وهي بشكل من الأشكال، صرخة في وجه الواقع العربي، بمزيج من التوثيق والخيال.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
-2-
 
صباح الجمعة 28 آذار 2003.
 
إنها الجمعة الأخيرة من شهر آذار مارس من عام 2003 والحرب قد بدأت منذ أسبوع والفلول تجمعت من كل حدب وصوب متوجهة تحت اسم قوات التحالف نحو عاصمة العباسيين بغداد، الجو قاتم، والسماء ملبدة بمشاعر الحزن والأسى تأتينا من بلاد الرافدين، يسألني مواطن سوري من مدينة البوكمال.
 
- إلى أين أنت ذاهب؟
 
- إلى العراق.
 
- يضحك قليلاً ثم يقول: ماذا تعمل؟
 
- أنا طالب جامعي أدرس في كلية الآداب.
 
- ارجع إلى أهلك وجامعتك ولا تمضِ في مشوارك.
 
لم يكن لهذا الحديث البسيط أي قيمة عندي وقد اتهمت الرجل بالخيانة والجبن والتآمر على العرب مستشهداً بكل ما نراه على شاشات التلفزة من استباحة للدم العربي وقتل متعمد للمدنيين والأطفال والنساء.
 
أذكر تماماً نظراته إليّ، وإلى ذلك الشاب الذي رافقني في ذلك الطريق، والذي نال الشهادة كما علمت في وقت متأخر منذ ما يقارب السنتين تقريبا، نظراته كانت مليئة بالغضب وربما الحقد على كل من يضللنا ويرمي بنا نحو الهاوية، نحو جرف هار يؤدي إلى الموت المحتم أو الغرق في مستنقع العراق.
 
وبرغم كل ذلك تقدمت إلى موظف الجوازات على نقطة الخروج من سوريا، وقدمت جواز سفري ومضيت مسرعاً عابراً تلك الأمتار العشرة التي تفصل بين البوابتين اللتين لطالما أغلقتا فيما مضى، دخلت وحيداً إلى العراق ومعي رفيقي الذي فارقني بعد ذلك بعدة أيام إن لم يكن ساعات.

الصفحات