أنت هنا

قراءة كتاب آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما

آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما

آل عصفور هم من بني عامر أصحاب بادية البحرين - كما أطلق عليهم بعض المؤرخين - وقد كانوا من أشد أنصار القرامطة، بل إحدى الركائز الأساسية في جيشهم الجرار، لذلك كانت لهم حروب دامية مع العيونيين في بداية حكمهم لأسباب سياسية واقتصادية، إلا أنهم -فيما بعد- تصاهروا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
نسب آل عصفور
 
لايوجد أي اختلاف بين جميع المؤرخين في أن آل عصفور هم من عقيل من بني عامر، إلا أن الاختلاف الرئيسي هو في هوية بني عامر هؤلاء، هل هم بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان؟ وهو القول السائد، أم أنهم بنو عامر أو عمرو من عبدالقيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان؟ وهو قول الأستاذ الجاسر ومن سار على نهجه· لذلك سوف نستعرض بعض النصوص والآراء ذات العلاقة، مع إضافة ما ارتأيناه مناسباً من تعليقات على تلك النصوص، وذلك لنخرج في النهاية بصورة واضحة نصل بها إلى الحقيقة أو النقطة الأقرب للحقيقة·
 
مبدئياً ليس لدينا أدنى شك في أن قبيلة عُـقيل المذكورة في النصوص التاريخية عن إقليم البحرين والذين ينحدر منهم آل عصفور أصحاب الإمارة، هم أنفسهم عقيل بن كعب بن ربعة بن عامر بن صعصعة، وهو ما يراه أغلب من كتب في هذا المجال كالحميدان في بحثه الآنف الذكر، والظاهري في كتابه أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء، وهو أول من فند آراء الجاسر ورد عليها مستعيناً بشرح ديوان ابن المقرب، والوهَـبي صاحب كتاب بنو خالد، وهو ايضاً فند جميع الآراء المخالفة ورد عليها بمنهج علمي، كذلك الملا في تاريخ هجر، والعبدالقادر في تحفة المستفيد، وغيرهم ممن لايتسع المجال لذكرهم· وفي مقال سابق لنا عن آل عصفور(2)، كنا قد أضفنا تسلسل النسب المحفوظ لدى أسرة آل عصفور العلمية في مملكة البحرين، والمتصل نسبها بآل عصفور أصحاب الإمارة كما سيأتي· كذلك تَـوافق مؤخراً هذا القول مع ما جاء به محققوا طبعة بيروت لشرح ديوان ابن المقرب، والذين قاموا بالاجتهاد في رسم مشجّـر يوضح التسلسل النسبي لآل عصفور، معتمدين على العديد من المصادر لاسيما الديوان نفسه، وسوف نتطرق لاحقاً لبعض هذه الكتابات·
 
ونبدأ بأهم النصوص التاريخية التي توضح نسب بني عقيل العامريين، فقد نقل ابن خلدون عن ابن سعيد قائلاً: ومن بني عقيل بن كعب، خفاجة بن عمرو بن عقيل، وانتقلوا في قرب من هذه العصور إلى العراق والجزيرة، ولهم ببادية العراق دولة· ومن بني عامر بن عقيل بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف، وهم إخوة بني المنتفق، وهم ساكنون بجهات البصرة، وقد ملكوا البحرين بعد بني أبي الحسن ملكوها من تغلب· قال ابن سعيد: وملكوا أرض اليمامة من بني كلاب، وكان ملكهم لعهد الخمسين من المائة السابعة عصفور وبنوه، وقد انقضى الكلام في بطون قيس عيلان(3) وقال أيضاً: قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين حين لقيتهم بالمدينة النبوية سنة إحدى وخمسين وستمائة عن البحرين، فقالوا الملك فيها لبني عامر بن عوف بن عقيل، وبنو ثعلب من جملة رعاياهم، وبنو عصفور منهم أصحاب الأحساء(4)، وعند حديثه عن بني سليم قال: صاروا حلفاء لأبي الطاهر وبنيه أمراء البحرين من القرامطة مع بني عقيل بن كعب·(5) ومما سبق، نعلم بأن آل عصفور هم من بني عامر بن عوف والذين هم أحد فروع عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وشاهِـدنا هو قوله أن منهم خفاجة، وإنهم إخوة المنتفق، وقوله إن لهم دولة ببادية العراق ويقصد آل المقلد العقيليين، وجميع هؤلاء لا خلاف حول انتسابهم لعقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصة، كذلك قوله في نهاية النص، وقد انقضى الكلام في بطون قيس عيلان، والذي هو جد عامر بن صعصعة وإليه تنسب القبائل القيسية، كذلك قوله عقيل بن كعب
 
وفي نص آخر لابن خلدون قال: وقال الجرجاني: إن بني المنتفق كلهم يعرفون بالخلط، ويليهم في جنوب البصرة إخوتهم بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف بن عامر، وعوف أخو المنتفق قد غلبوا على البحرين وغماره وملكوها من يدي أبي الحسين الأصغر بن تغلب· وكانت هذه المواطن للأزد وبني تميم وعبد القيس، فورث هؤلاء أرضهم فيها وديارهم· قال ابن سعيد: وملكوا أيضاً أرض اليمامة من بني كلاب، وكان ملوكهم فيها لعهد الخمسين والستمائة بني عصفور· وكان من بني عقيل خفاجة بن عمرو بن عقيل· كان انتقالهم إلى العراق فأقاموا به وملكوا ضواحيه، وكانت لهم مقامات وذكر، وهم أصحاب صولة، وكثرة، وهم الآن ما بين دجلة والفرات· ومن عقيل هؤلاء بنو عبادة بن عقيل(6) وهنا لا بد من الإشارة إلى أن لفظة الخلط كانت تعرف في بلاد المغرب وليس في الجزيرة العربية وما جاورها، وذلك يتضح لمن يقرأ النصوص الكاملة عند ابن خلدون· أما الديار التي ورثها بنو عامر عن عبد القيس والأزد وتميم، فهي بلا شك مواطن البادية وموارد مياهها وليس المدن والقرى الحضرية، لأن أغلب سكان المنطقة الأصليين ينحدرون من هذه القبائل الثلاث بالإضافة إلى بني وائل· أما البوادي، بشكل عام وخاصة بادية البحرين، فهذا حالها يتحضر أهلها في المدن أو يهاجرون بشكل جماعي، فتأتي قبائل أخرى لترث مواطنهم وموارد مياههم· فعلى سبيل المثال، كانت جودة ومتالع من منازل بني تميم ثم أصبحت لبني عقيل العامرية، وهكذا إلى أن أصبحت مؤخراً من أهم منازل قبيلة العجمان، وهناك العديد من هذه الأمثلة·

الصفحات