آل عصفور هم من بني عامر أصحاب بادية البحرين - كما أطلق عليهم بعض المؤرخين - وقد كانوا من أشد أنصار القرامطة، بل إحدى الركائز الأساسية في جيشهم الجرار، لذلك كانت لهم حروب دامية مع العيونيين في بداية حكمهم لأسباب سياسية واقتصادية، إلا أنهم -فيما بعد- تصاهروا
أنت هنا
قراءة كتاب آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما
الصفحة رقم: 10
مملكة البحرين
عائلة العصفور أهل الدراز والشاخورة في مملكة البحرين، تعد من أبرز الأسر العلمية في تاريخ الخليج، فقد عرفنا منها منذ القرن الحادي عشر الهجري وحتى يومنا هذا ما يصل لـ 58 عالماً، كان بعضهم من أعلم وأشهر علماء الجعفرية، بل ومن أبرز مراجعهم الدينية، بحيث لم تخلُ كتب التراجم لهؤلاء العلماء من ذكر مشائخ آل عصفور، بل لم تخلُ أيضاً بعض كتب التراجم الأخرى من ذكر مثل هؤلاء الأعلام· فقد ذكر الزركلي، الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق، فقال: يوسف بن أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني، من آل عصفور: فقيه إمامي، غزير العلم، من أهل (البحرين)، توفي بكربلاء· من كتبه (أنيس المسافر وجليس الخواطر-ط) ويقال له الكشكول، و(الدرة النجفية من الملتقطات اليوسفية-ط)، و(الحدائق الناضرة-ط)، ستة مجلدات منه، في الفقه الاستدلالي، و(لؤلؤة البحرين-خ) إجازة، و(سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد)، ألفه رداً على ابن أبي الحديد (شارح النهج)·····إلخ علماً أن أحد مصادره المشار إليها عن الشيخ يوسف كان الألماني بروكلمان، هذا وذكر الزركلي أيضاً الشيخ حسين بن عصفور البحراني فقال: حسين بن محمد بن أحمد ابن عصفور الدرازي الشاخوري البحراني: فقيه إمامي باحث· من أهل البحرين، من قرية (الشاخورة)، قتل في معركة بالبحرين· له 63 كتاباً، منها (الحقائق الفاخرة-ط) و(السوانح النظرية-خ)كلاهما فقه(54)·
وهذه العائلة هي من أبرز العوائل المنتمية لآل عصفور أصحاب الإمارة، كما أن الشيخ حسين آل عصفور الآنف الذكر، والمتوفى عام 6 1 2 1هـ ، له سلسلة نسب تم حفظها من قبل أبناء هذه العائلة كالتالي: الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن الشيخ أحمد ابن الشيخ ابراهيم ابن الحاج أحمد بن صالح بن أحمد بن عصفور بن أحمد بن عبدالحسين بن عطية بن شيبة الدرازي ابن الأمير هلال ابن الأمير موسى ابن الأمير حسين ابن الأمير مانع ابن الأمير عصفور ابن الأمير راشد بن عميرة بن سنان بن غفيلة بن شبانة بن عامر بن عوف بن مالك بن عوف بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
ونلاحظ في سلسلة النسب السابقة، أن هناك سقطاً في بعض الأسماء نراه أمراً طبيعياً، نظراً لبعد عهد الشيخ حسين صاحب النسب عن تلك الأسماء· فبعد إكمال ذلك السقط، اعتماداًَ على تحقيق طبعة بيروت لديوان ابن المقرب، يكون النسب من شبانة كالتالي: شبانة بن قديمة بن نباتة بن عامر بن عوف بن مالك بن ربيعة بن عوف بن عامر بن عقيل كما يفيدنا هذا النسب في معرفة أن لقب الأمير قد ظل مستمراً في كل من ولد وحفيد حسين بن مانع بن عصفور، وهو من ذكره العمري في المرتبة الأولى للأمراء العصفوريين·
وهذه العائلة في البحرين كان لها مكانة اقتصادية بارزة، فمنهم كان كبار تجار الخليج أصحاب ونواخذة -ربابنة- مراكب الغوص وذوي النفوذ، والتأثير على الحركة التجارية في الخليج، كما كان لهذه العائلة وما زال مكانة مرموقة لدى الحكام في تلك البلاد· وقد تجلت هذه المكانة في عهد آل مذكور، حكام البحرين سابقاً، والذين تزعموا في بوشهر أيضاً على الساحل الإيراني، وكانوا من أوائل من عمروها، فكانت العلاقة وثيقة جداً بين هاتين الأسرتين، وكان ساحل الدراز وهو الموطن الأصلي لكلا الأسرتين، له ثقل ديني وسياسي في تلك الفترة مع البلاد القديم عاصمة البحرين سابقاً، بل كان لهذه العائلة مكانة دينية وسياسية حتى لدى حكام الدول المجاورة، فهذه إحدى المراسلات التي ذكرها صاحب الذخائر(55) للشيخ عبدالرسول خان بن الشيخ نصر آل مذكور، زعيم بوشهر ومشايخ العرب هناك في ذلك الوقت، فبعد انتقال إحدى شخصيات آل عصفور إلى بوشهر، أثناء إحدى الغزوات العمانية على البحرين، كتب إلى سلطان إيران أيام الدولة القاجارية وهو فتح علي شاه رسالة بهذا الشأن يقول فيها: الشيخ حسن من آل عصفور وهو عماد بلادنا البحرين ومن بني أعمامنا قطن البوشهر وهجر البحرين مع بني أعمامه لكثرة ما وقع عليهم من الشتم والسبي، فرد عليه السلطان برسالة بالفارسية عرّبها صاحب الذخائر، جاء فيها: ما ذكرت في مجيء شيخنا الوقور الشيخ محمد حسن من آل عصفور إلى بلدكم فمن خصكم وإقبالكم إذ هو رئيس ملتنا وشريك دولتنا، فقررت له في كل سنة خمسماية تومان وهذه ضيفتي إلى جنابه، وأما ضيفتك فأكرمه وعظم مكانه، فكما جعلتك حاكماً على الناس فجعلته حاكماً عليكم، لو لم يكن بلدكم ثغوراً لما رضيت توقفه هناك مع احتياج الناس إليه في دار الخلافة، وأما عبارة بني أعمامنا فهي ملفتة للنظر، حيث يحتمل القارئ للوهلة الأولى أن يكون هناك تلاق في النسب بين أسرة آل مذكور حكام البحرين سابقاً وبين آل عصفور، إلا أننا نستبعد ذلك ونرجح أن يكون المقصود من هذه العبارة هو التعبير عن متانة العلاقة، والتي قد تكون بالتقارب والتداخل والتصاهر ليس إلا، حيث ما نعلمه عن آل مذكور هو أنهم من بني تميم، وأغلبهم استوطنوا السواحل الإيرانية بعد انكسارهم في حرب العتوب ولم يعد لهم ذكر اليوم· كما أن صاحب الذخائر نفسه، وهو من آل عصفور، لم يقل بذلك بل إنه عند التعريف بهم قال: إن المشايخ المشهورين بآل مذكور كانوا من أكابر النجد -أي نجد- وأعاظمهم رحلوا إلى البحرين سنة العشرين بعد الألف