أنت هنا

قراءة كتاب آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما

آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما

آل عصفور هم من بني عامر أصحاب بادية البحرين - كما أطلق عليهم بعض المؤرخين - وقد كانوا من أشد أنصار القرامطة، بل إحدى الركائز الأساسية في جيشهم الجرار، لذلك كانت لهم حروب دامية مع العيونيين في بداية حكمهم لأسباب سياسية واقتصادية، إلا أنهم -فيما بعد- تصاهروا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
ولرؤية مساحة أكبر من الصورة، نستعرض بعض النصوص الأخرى، حيث قال القلقشندي: ومن عامر بن صعصعة: عُـقَيل ·········· وهم: بنو عُقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة· منهم: مجنون بني عامر الشاعر الإسلامي، واسمه قيس بن الملوّح(7) ثم ذكر نص ابن خلدون عنهم، ومنه: كان بأعمال البحرين خلق من العرب وكان القرامطة يستجدونهم على أعدائهم ويستعينون بهم في حروبهم، وربما يحاربونهم ويقاطعونهم في بعض الأوقات، وكان أعظم قبائلهم هنالك بنو ثعلب وبنو عقيل وبنو سليم، وأكثرهم في الكثرة والعزة بنو ثعلب···········ثم غص بنو ثعلب بسليم واستعانوا عليهم ببني عقيل وطردوهم من البحرين، فساروا إلى مصر ومنها كان دخولهم إلى إفريقية(8)· وقال القلقشندي: ثم اختلفت بنو عقيل وبنو تغلب بن مرة، فغلبت بنو تغلب على بني عقيل وطردوهم عن البحرين، فساروا إلى العراق وملكوا الكوفة والبلاد الفراتية وتغلّبوا على الموصل، وملكوا تلك البلاد· ومنهم: كان المقلد، وقرواش، وقريش، وابنه مسلم بن قريش المشهور ذكرهم ووقائعهم في كتب التاريخ· وبقيت المملكة بأيديهم حتى غلبهم عليها الملوك السُّلجوقية، فتحولوا عنها إلى البحرين، حيث كانوا أولاً، فوجدوا بنو تغلب قد ضعُف أمرهم، فغلبوهم على البحرين، وصار الأمر بالبحرين لبني عُقيل· قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين في سنة إحدى وخمسين وستمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية، عن البحرين، فقالوا: الملك فيها لبني عامر بن عُـقيل، وبنو تغلب من جملة رعاياهم، وبنو عُصفور من بني عقيل، هم أصحاب الأحساء دار ملكهم،(9) وقال القلقشندي عنهم أيضاً: قال الحمداني: ومنهم: القديمات، والنعائم، وقيان، وفيض، وثعل، وحرثان، وبنو مطرف، وذكر أنهم وفدوا في الأيام الظاهرية- يعني بيبرس البُنْدُقْدَاري- صحبة مقدمهم محمد بن أحمد العقدي بن سنان بن عقيلة بن شبابة بن قديمة بن نباتة ابن عامر، وعوملوا بأتمِّ الإكرام· وأُفيض عليهم سابغ الإنعام، ولحظوا بعين الاعتناء· قال في مسالك الأبصار: وتوالت وفادتهم على الأبواب العالية الناصرية- يعني الناصر محمد بن قلاوون-وأغرقتهم تلك الصدقات بديمها، فاستجلبت النائي منهم· وبرز الأمر السلطاني إلى آل فضل بتسهيل الطرق لوفودهم وقصّـادهم، وتأمينهم في الورد والصدر، فانثالت عليه جماعتهم، وأُخلصت له طاعتهم، وآتته أجلاب الخيل والمهارى، وجاءت في أعنتها وأزمتها تتبارى، فكان لا يزال منهم وفود بعد وفود، وكان نزولهم تحت دار الضيافة يسد فضاء تلك الرحاب ويغص بقبائه تلك الهضاب· بخيام مشدودة بخيام، ورجال بين قعود وقيام· قال: وكانت الإمرة فيهم في أولاد مانع إلى بقية أمرائهم وكبرائهم· ثم قال: ودارهم الأحساء، والقطيف، وملح، وأنطاع، والقرعاء، واللهابة، والجودة، ومتالع· ومن بني عقيل أيضاً: بنو المنتفق ويقال: بَلْمُنتفق، بفتح الباء الموحدة، وسكون اللام· وهم: بنو المنتفق بن عامر بن عقيل· قال ابن سعيد: ومنازلهم الآجام والقصب التي بين البصرة والكوفة من العراق· قال: والإمارة فيهم في بني مَعروف· قلت: وقد ذكر في التعريف عرب عقيل وبطونها من عامر والمنتفق وغيرهما معبَّراً عنهما بعرب البحرين، فقال: وأما عرب البحرين فهم قوم يصلون إلى باب السلطان وصول التجار، يجلبون جياد الخيل وكرام المهارى واللؤلؤ، وأمتعة من أمتعة العراق والهند، ويرجعون بأنواع الحِباء والإنعام والقُماش والسكر وغير ذلك، ويكتب لهم بالمسامحة فيردون ويصدرون· ثم قال: وبلادهم بلاد زرع وبر وبحر، ولهم متاجر مربحة، وواصلهم إلى الهند لا ينقطع، وبلادهم ما بين العراق والحجاز، ولهم قصور مبنية وآطام عالية وريف غير متسع، إلى ما لهم من النعم والماشية والحاشية والغاشية، وإنما الكلمة قد صارت شتى لأناس مجتمعة(10)، إنتهى كلام القلقشندي·
 
وهنا لا بد من الالتفات لبعض التضارب في النصوص السابقة بين كلمتي بنو تغلب وبنو ثعلب، فأما الأولى فهي التي ضللت بعض المؤرخين كالعبد القادر ومن تبعه حيث أخذوها كإثبات لنسب العيونيين على أنهم من بني تغلب بن وائل· والحقيقة نرى أن كلمة تغلب هي تصحيف أو تحريف لكلمة ثعلب الواردة بوضوح في أغلب المواضع عند ابن خلدون الذي نقل عنه القلقشندي، أما عبارة وغلبوا عليها تغلب، الواردة عند ابن خلدون مرة واحدة فقط، فهذه أيضاً قد تكون تحريفاً، كما أن هناك من يحتمل أن تكون تغلب هنا عند ابن خلدون هي بتشديد اللام مع ضمها ليصبح المقصود هو التغلّـب، غلبوا عليها تغلُّـب أي أخذوها بالقوة، وهو احتمال وارد·(11) لكن بقي التساؤل عن بني ثعلب هؤلاء؟ والحقيقة لا أرى أمامنا، حسب المصادر المتوافرة، سوى القول بأن المقصود ببني ثعلب هنا هم قوم العيونيين، وإن كان ما يضعّـف هذا القول هو عدم ورود هذا الاسم على الإطلاق في مصادر أخرى، خاصة ديوان ابن المقرب العيوني، الذي أكثر من التفاخر بقبيلته وعائلته وأجداده دون ذكره لاسم ثعلب، لكن عبارة ملكوها من يدي أبي الحسين، تشير إلى الحاكم العيوني محمد بن أبي الحسين، حيث يُـعدّ أشهر حكام العيونيين· ففي عهده، امتد نفوذ الدولة العيونية إلى نجد وبادية الشام وجعل له الخليفة العباسي خفارة الحجاج حتى وصولهم إلى مكة، كما طلب منه النجدة في صد هجوم طيء آنذاك على بني عامر في بادية العراق، وحدوث تلك الحرب الشهيرة التي كُسرت فيها طيء، وحيث أن أغلب هؤلاء المؤرخين ليسوا من هذه المنطقة، بل هي بالنسبة لهم تعد منطقة نائية، فمن الطبيعي أن يأخذوا بالشهرة والسماع وليس بالتفاصيل، وهذا برأينا سبب الخلط في بعض المعلومات، مثل ذكر الأصفر في هذه المواقع، رغم أن أحداث الأصفر كانت في نهاية حكم القرامطة (ذُكر أحياناً بالأصغر تحريفاً -حسب مانعتقد-)، لذلك نرى أن المقصود بأبي الحسين، هو محمد بن أبي الحسين وإن كان هو ليس بآخر حكام العيونيين، لكن لكونه أشهر حكامهم، ولكون نهايته كانت بقتله على يد راشد بن عميرة جد آل عصفور ورئيس بني عامر آنذاك (والقصة مذكورة في شرح ديوان ابن المقرب)، بل إن في النص المنقول عن ابن سعيد كانت العبارة ملكوا البحرين بعد بني أبي الحسن، واذا كان، على الأرجح، أبي الحسن هنا تحريفاً لأبي الحسين، فيكون المعنى أوضح من سابقه، حيث تمت نسبة باقي الحكام العيونيين إلى أبي الحسين نظراً لشهرة الاسم كما أسلفنا، خاصة إذا علمنا أن آخر حكام العيونيين، والذي لم يكن يحكم سوى جزيرة أوال فقط، هو محمد بن محمد بن أبي الحسين (حسب ما أثبت أصحاب طبعة بيروت لشرح ديوان ابن المقرب)·

الصفحات