آل عصفور هم من بني عامر أصحاب بادية البحرين - كما أطلق عليهم بعض المؤرخين - وقد كانوا من أشد أنصار القرامطة، بل إحدى الركائز الأساسية في جيشهم الجرار، لذلك كانت لهم حروب دامية مع العيونيين في بداية حكمهم لأسباب سياسية واقتصادية، إلا أنهم -فيما بعد- تصاهروا
أنت هنا
قراءة كتاب آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما
الصفحة رقم: 5
وفي رثا ء ابن عمه مذكور بن مقرب، والذي قتله أحد رجال بني عامر يقول:
بأسيافهم ذاقوا الردى وتجرعوا
حسا الموت لا أسياف قيس عيلان
والشاهد في الأبيات السابقة هو اسم قيس عيلان، وقد علق الشارح بأن قيس عيلان هم خصومهم لأنهم أعز البادية· وفي مدحه للأمير محمد بن أبي الحسين وفي إشارته لمطامع بني عامر في الحكم، يقول:
فيا آل كعب لا تخونوا عهوده
فليس براق ذروة المجد خوّان
ثم يقول:
تقر به أحياء قيس وخندف
وبئس جزاء القوم غدر وكفران
وعلق الشارح على هذه الأبيات بأن آل كعب هم قبائل عقيل بن كعب، لأنهم من بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة· وعن قيس قال هو قيس بن عيلان بن مضر بن نزار(17)· ورغم أن هذا النص الأخير للشارح ورد في الطبعة الهندية للديوان وهي من أقدم الطبعات، إلا أن هناك من خالف كل ذلك·
ولكي نكون منصفين ونتناول الموضوع من جميع جوانبه، فلا بد لنا من ذكر الأقوال التي تخالف ما ذهبنا إليه، وذلك مع مناقشتها والتعليق عليها·
قال الجاسر عن المنطقة الشرقية: وقد تكرر اسم بني عامر بين سكان هذه البلاد وهم في الأصل من بني عبدالقيس، غير أن انضواء بطون من بني عامر ابن صعصعة إلى هذه النواحي واتفاق اسم القبيلتين سبب اختلاطهما، وذكر في الهامش إشارة لعامر عبدالقيس أنهم يُـعرفون باسم العمور ثم العماير الآن·(18) وخلال تعريفه بقبيلة بني خالد وفروعها، ذكر أن فرع العماير يُـدعون العمور أيضاً، ثم عرف بهم وقال: هؤلاء أصلهم من عبدالقيس، وعبدالقيس كانوا المسيطرين على الأحساء إلى حوالي القرن السابع الهجري، والعمور من عبدالقيس هم بنو الديل وبنو عجل وبنو محـارب، هـؤلاء بنو عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصا بن عبدالقيس، وعن فرع الجبور قال: هم بقية حكام الأحساء في القرن الثامن والتاسع وأول العاشر، وهم من بني عقيل من عامر، وقد ذكر ابن فضل الله -فيما نقل عن الحمداني- أن بني عامر سكان البحرين ليسوا من عامر قيس عيلان، وتكرر ذكرهم في شرح ديوان ابن المقرب باسم (عامر ربيعة) فهم على هذا من عامر عبدالقيس، ثم استشهد ببيت من الشعر لأحمد بن مشرف المتوفى عام 5 8 2 1هـ، وهو:
ولا تنس جمع الخالدي فإنه
قبائل شتى من عقيل بن عامر
ثم قال: الحق أحق بأن يتبع، وكنت نشرت مقالاً في العرب قلت فيه إن أكثر فروع القبيلة تنسب إلى عامر بن صعصعة، توهّـماً مني أن بني عقيل من عامر بن صعصعة القبيلة المعروفة، ولكن اتضح لي فيما بعد أن عقيلاً هؤلاء من عامر ربيعة ابن نزار لا عقيل بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن من قيس عيلان من مضر بن نزار، علماً أنه علق في الهامش على ابن لعبون -مؤرخ نجدي- قائلاً: على أن ابن لعبون ذكر في تاريخه أن العمور ينتمون إلــى عمــيرة بن سنان بن غفيلة بن عقيل بالبحرين، وما أراه مصيباً(19) أما في تقديمه لكتاب أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء للظاهري، وتعقيباً عليه حول نسب آل عصفور، فقد أسهب الجاسر في إثبات وجود بني عامر وعمرو من عبدالقيس وانتشارهم في البحرين، حاضرتها وباديتها، مستشهداً بالعديد من النصوص، إلى أن قال: وفي العصور الأخيرة تحول اسم العمور، إلى العماير وبقي معروفاً إلى عهدنا يطلق على أحد فروع قبيلة بني خالد التي خلفت بني عامر في بلادها الستار (وادي المياه) وما حوله، فأصبح يطلق على تلك البلاد نقرة بني خالد(20)