"اكتشاف زقورة"؛ في هذا العمل للروائي العراقي فاتح عبد السلام، يتعشق السردي بالشعري، ويرتقي النص عبر فيض الشحنة المخضّبة بصوت تاريخ العراق القديم.من بقايا الحروب يأتي بطل الرواية ليبدأ حياته من حيث انتهى جسداً متفسّخاً على سرير في غرفة منسيّة، عبر رحلة مضنية
أنت هنا
قراءة كتاب اكتشاف زقورة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
ورقة حزينة كان ينكرها حتى في أحلامه
كان له قبل أنْ يبلى ترسهُ حبيبة غجريّة باعت عشائرها السبع ، وخرجت من أرديتها السبعة يهفو قلبها إليه كصحنٍ فضيّ يفيض خبزاً وملحاً ، باحت له باسمها السرّي فَوَشَتْ بها العفاريت عند سلطات الماء العمادي ، فكُتِبَ عليها عذاب الجسد وهيام الروح·
كان يعمل طبيباً· لم يكن طبيباً في حياته يوماً· كان يعي ذلك جيداً في رؤياه لكنه كان يستعذب أن ينسب إليه وجود غير وجوده لشخص آخر من أبناء شعبه يعمل طبيباً· يمزج حكمة الصين في بوتقة سم الافاعي بأعسال الجبال التي تعلوها نهود البحيرات· سمّاه أطباء عصره طبيب الضائعين الملوّثين بسنا النيازك المخطوفة في تجاويف الليالي السرّية· يأتون به للمعسرات والمرضعات والمنبوذات والمأخوذات بذنوبهن الثقيلة· سمّوه بعدئذ قديس الاطباء ، وسمّوه الطبيب الراعي· والطبيب الزعتري وطبيب الماء والنار·· حتى ثقبت أسماؤه التي أرادوا بها وصمَه بعار الرجعية والقهقرى ، جدرانَ السلطويين المبطنة·
ذات ليلة ، قرأ المعوذات الثلاث وبسمل سبعين مرةً وربط الكــوثر في يس وحوقل حتى أزبد فمه· رنّ عليه جرس الهاتف· مَنْ ؟· يريدك ذو نجم الثريا· كيف اهتديتم إليَّ ، أنا راعٍ للانعام والصلوات وأذكار الخلوات عند عشبة منسيّة في برية الله الراحلة أتعاطى الطب القديم· لايهم ، عليك أن تأتي قبل أن يأتي رأسك وحده· قال ليس لديَّ رأس أنا ذنب كلّنا أذناب كلّنا ذنوب كلّنا ذئاب كلّنا ذباب· لتكن ما تشاء نريدك الآن·
ثقب الحرّاس أعظم الزقّورات من أسفلها فدخلتُ في عمارة كهنوتية تندى الغيوم الخـــــزفية البرّاقة في ســــقوفها الغائبة· رأيـــت (كونفوشيوس) في محرابٍ معلّقٍ بين سمائين من ماء وزعفران ، يتأمّل سابع احجار الكرم الستة· فضحكتُ رغماً عن سيطرتي الذهبية على أعصابي ، وقلتُ لكونفشيوس· لا تفعل هذا أضلّــلَك المدّ السرابي أم المد الشرابي· ضحك كونفوشيوس أيضاً : أوَتحسبني أمارس التزييف· قلت : أجل· قال كونفشيوس : في الصيد يستخدم الملك رماةً في ثلاث جهات، مامن ذهاب لا تعقبه عودة، هذا هو الحد الفاصل بين السماء والأرض· وأضاف : ليس هذا الوقت مناسباً لإختيار حكمة الكتب، فأنتَ مستدعى لأمرٍ جلل·