كتاب "بهجة الإكتشاف...
أنت هنا
قراءة كتاب بهجة الاكتشاف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
لكن الكلمة·· والكلمة وحدها، سيدة الفنون الأخرى، لا سيما ما ينطق به الشاعر الأصيل·· والمفكر التأمّلي، والمصلح الاجتماعي الحقيقي··
وكانت للكلمة المبدعة، ولا تزال، سحرها الجاذب، وفعلها الخلاّق في التحوّل··
أفلم يكن كلّ تغيير جذري في التاريخ، بفعل الكلمة··
أفلم تُرهب ولا تزال خفافيش الليل: المتسلّطين، والبطّاشين والأفّاكين؟؟ أفلم تقضّ مضاجع قامعي الفكر والحرية؟؟;
لقد لاحظ بسّام، عبر متابعته الجادة الطويلة، في الساحة الثقافية، افتقار المكتبة الغربية، وبصورة خاصة المكتبة الأميركية، إلى أعمال، أو، على الأقل، بعض أعمال شاعرين من أهم شعراء القرن المنصرم، واللّذين، أثّّرت أشعارهما، لا في الحركة الشعرية المعاصرة فقط، بل وفي بُنى ا لحياة الاجتماعية··
قد يكون سبب إهمال المترجمين، ترجمة بعض أعمالهما، أو التهرب من الإقدام على ترجمتها، إلى صعوبة ترجمة الشعر السهل، السلس، المكتوب بلغة يفهمها عامة الناس - لا الأقلية المثقفة - فمن المؤكد أن مثل هذه الترجمة، لن تستطع أن تحافظ على النبر الشعري، وموسيقاه، أو على الذائقة الفنية التي يتمتع بها قارئ أشعار هذين الراحلين الكبيرين···
وقد فطن نزار إلى هذه الناحية، وجهر بها، في رسالته لبسّام تاريخ 24/6/93 ·· ومما جاء فيها :
فالشعر، حالة ممتازة، لا يمكن نقلها إلى أية لغة أخرى، بغير تقديم تنازلات مخيفة·
وبالنسبة لي، أصبحت على يقين أن شعري غير قابل للترجمة·· لأنه شعر بسيط وفيه كثيرٌ من الطفولة· والطفولة لا تُترجم··
ويلتقي عبد الوهاب، إلى حد ما مع نزار، في هذه النقطة·· وقد دفعته حساسيته الشعرية، أن يطلب من بسّام إحلال كلمات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، محل سابقاتها، ومع ذلك فإنه أقرّ بترجمة بسّام لشعره وأُعجب بها وأثنى عليها·· وهذا ما جاء في رسالته لبسّام تاريخ 2/10/98 :
إن عملك هذا لهو عمل رائع يستحق التهنئة والثناء والإعجاب
والحق يقال أن بسّام لم يجازف بانحيازه إلى اقتحام مصاعب ووعورة ترجمة الشعر السهل الممتنع لو أنه لم يكن واثقاً من مقدرته في الترجمة الإبداعية، وقد خبرت أنا، شخصياً مدى صعوبة ترجمة السهل الممتنع··