يقدم نصار في هذه المجموعة الجديدة، وبلغة قصصية رشيقة جميلة الصياغة، نماذج فنية في إطار بناء سردي متماسك، تأسر القارىء منذ استهلالها وتطرح مضامين عصرية وتدخل أحياناً تخوماً غير مطروقة من قبل كي تبرز بايقاع مأساوي مؤثر تناقضات الحياة ومفاجآتها من خلال عذابات
أنت هنا
قراءة كتاب امرأة في حفل توقيع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
ينجح إياد في بناء القصة النموذجية باشتراطاتها الكلاسيكية من بداية وعقدة وحبكة ونهاية، فقصة (ذات يوم شتائي) خير تمثيل للقصة القصيرة النموذجية التي تعلمنا أصولها من تشيكوف وتورجنيف ودي موباسان وغوغول يعمد الكاتب فيها الى ترتيب الاحداث – لا بحسب وقوعها زمنيا إنما بحسب ايقاعها وانعكاساتها على وعي الشخصية الرئيسة، فتطفو المعاناة الانسانية على وعي المرأة في لحظة الذروة القصصية وسط تلك التشكلات المباغتة للنص، وهو يزاوج بين المشاهد الحقيقية والمتخيلة، التي تنهمر على وعي البطلة وتضعها في محنة تداخل الوعي مع واقعة موت طفليها المروعة، وتماثلها قصة (الكتاب السري) وهي قصة متقنة تفضح النفاق الاجتماعي بين جيلين، وتنطوي على جرعة كبيرة من السخرية المرة إزاء تفتح شخصية الفتى والتغيرات التي تطرأ على سلوكه للبرهنة على نضجه وسط عالم الكبار الذي ينكر عليه تطور الشخصية ونمائها، ويكون الكتاب السري ذريعة للكشف عن المآل العدمي للكتاب، والمكيدة التي حاكها الاخ الأصغر لأخيه الراشد، بهذه القصة يتحفنا إياد بإشارات خفية وامضة عن – السر - الذي يمثل المعرفة المحرمة المحظورة على الابناء في بيئة تستعبد الابناء تطبيقا للتقاليد الأبوية المفرطة في قسوتها، وتعتبر الأولاد ملكا للوالد يتصرف بمصائرهم بما تمنحه الذكورة والأبوة من سلطة قامعة.
قصص تنتمي في معظمها الى الواقعية الإجتماعية النقدية التي ستظل الأقدر على كشف الخلل في مجتمعات تعاني من ازدواجية النظرة للنفس والعالم.


