أنت هنا

قراءة كتاب امرأة في حفل توقيع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
امرأة في حفل توقيع

امرأة في حفل توقيع

يقدم نصار في هذه المجموعة الجديدة، وبلغة قصصية رشيقة جميلة الصياغة، نماذج فنية في إطار بناء سردي متماسك، تأسر القارىء منذ استهلالها وتطرح مضامين عصرية وتدخل أحياناً تخوماً غير مطروقة من قبل كي تبرز بايقاع مأساوي مؤثر تناقضات الحياة ومفاجآتها من خلال عذابات

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
قبل أن تستيقظ..
 
"وكان نزولنا عند هذا الخليج بقرية كبيرة عليها حاكم من السودان حاج فاضل يسمى فربامغا وهو ممن حج مع السلطان منسى موسى لما حج أخبرني فربامغا أن منسى موسى لما وصل إلى أحد الخلجان، كان معه قاضٍ من البيضان يكنى بأبي العباس، ويعرف بالدكالي، فأحسن إليه بأربعة آلاف مثقال لنفقته. فلما وصلوا إلى "ميمة"، شكا إلى السلطان بأن الأربعة الآف مثقال سُرقت له من داره، فاستحضر السلطان أمير ميمة، وتوعده بالقتل إن لم يحضر من سرقها. وطلب الأميرُ السارقَ فلم يجد أحداً، ولا سارقَ يكون بتلك البلاد، فدخل دار القاضي، واشتد على خدامه، وهددهم. فقالت له إحدى جواريه: ما ضاع له شيء، وإنما دفنها بيده في ذلك الموضع، وأشارت له إلى الموضع. فأخرجها الأمير، وأتى بها السلطان، وعرفه الخبر فغضب على القاضي، ونفاه إلى بلاد الكفار "الذين يأكلون بني آدم"، فأقام عندهم أربع سنين، ثم رده إلى بلده.
 
وإنما لم يأكله الكفار لبياضه، لأنهم يقولون إن أكلَ الأبيض لا يطيب، لأنه لم ينضج، والأسود هو النضج بزعمهم. قَدِمَتْ على السلطان "منسَى سليمان" جماعةٌ من هؤلاء السودان الذين يأكلون بني آدم، معهم أمير لهم وعادتهم أن يجعلوا في آذانهم أقراطاً كباراً، وتكون فتحة القرط منها نصف شبر، ويلتحفون في ملاحف الحرير، وفي بلادهم يكون معدن الذهب فأكرمهم السلطان، وأعطاهم في الضيافة خادمةً، فذبحوها وأكلوها ولطخوا وجوههم وأيديهم بدمها، وأتوا السلطان شاكرين، وأُخبِرْتُ أن عادتهم متى ما وفدوا عليه أن يفعلوا ذلك، وذكر لي عنهم أنهم يقولون إن أطيب ما في لحوم الآدميات الكف".
 
تحفة النظار في غرائب الاسفار وعجائب الامصار
 
ابن بطوطة – القرن الرابع عشر

الصفحات