قبل الولوج في حياة إبراهيم طوقان وشعره، لا بد من الحديث عن أحوال الوطن العربي عامة وعن فلسطين خاصة، لمعرفة تاريخ المرحلة التي عاشها الشاعر إبراهيم طوقان، وما كان فيها من أحداث جسيمة، والمؤثرات التي تفاعل معها الأدباء والشعراء.
أنت هنا
قراءة كتاب إبراهيم طوقان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
إبراهيم طوقان
الصفحة رقم: 1
مقدمة
إبراهيم طوقان.. شاعر الجامعة.. شاعر الوطن.. شاعر المدرسة.. شاعر فلسطين. الشاعر القائد، الذي ضاق ذرعاً مما حاكه المستعمر لوطنه، ومما شاهده من عبث العابثين بوطنه، بكى وتألم ثم جأر بالشكوى، تأجج صدره فثارت شاعريته. ترجم أحاسيسه ومشاعره، فغنى للوطن، وحافظ على القيم. وسجل قضية بلاده، فكان صادقاً مع نفسه.
عرفت إبراهيم طوقان من خلال شعره وأنا طالب في المدرسة، حين ألقيت قصيدته «الشهيد» وحين كنا في الطابور الصباحي ننشد «موطني» حيناً، ونرددها في الشارع حيناً آخر. وعرفته وأنا معلم حين درست «الثلاثاء الحمراء» و«ملائكة الرحمة»، و«الحبشي الذبيح». وتوطدت علاقتي به دون أن أراه أو أن أعيش معه بالجسد حين قرأت ديوانه، وكأنني كنت معه دائماً، مما دفعني الآن أن أدخل في عالمه، فوجدته يشع بشعره نوراً، ويرتفع علماً، ويبرز شاعراً.
وهذا ما زاد من شغفي بالبحث في حياة عَلَم من أعلام الشعر، حيث طرق أغراضاً متعددة، من أهمها كان شعره الوطني، وشعره السياسي، وغزلياته الشعرية وشعره الاجتماعي، وشعره التعليمي. ثم عرجت على جماليات ديوانه ومعارضاته ونقائضه. وأثبت في الكتاب قصائد لم تنشر في ديوانه، وأحاديث إذاعية نمّت روح الوطنية بين طلابه وإخوانه، وكذلك رسائل تعليمية وأدبية ونقدية.
وفي مساء يوم الثلاثاء السابع والعشرين من شهر شباط لعام ألفين وسبعة تشرفت بمقابلة ابنه المهندس جعفر في مكتبه، وقدّم لي بعض ما يجهله الناس عن حياة والده مما سمعه من أقربائه، كما أهداني صورة لوالده وصورة لعائلته ربما كانت آخر العهد بالشاعر المرحوم إبراهيم طوقان، وإكراماً لشاعرنا فقد صدّرت كتابي بالصورتين، وبمقدمة زيّنت الصفحات الأولى من هذا الكتاب. هذا وقد أثبت في صدر الكتاب أيضاً مقدمة أخرى بقلم شقيقه أحمد طوقان وهو يتحدث عن كيفية طبع ديوان الشاعر زيادة في الفائدة. وأثبت كذلك «أخي إبراهيم» للشاعرة والأديبة فدوى طوقان، راجياً أن أكون قد قدمت ما أملت من تأليف الكتاب، وتقديمه للدارسين والباحثين إحياءً لشعر شاعر فلسطين إبراهيم طوقان.
والله ولي التوفيق.
يوسف الطريفي