أنت هنا

قراءة كتاب ذيب الصالح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذيب الصالح

ذيب الصالح

رواية الدكتور موسى الأزرعي " ذيب الصالح "  ذيب الصالح وهي ثلاثية صدر الجزء الأول منها في منتصف التسعينات؛ يبدو أن انهيار العالم الاشتراكي/المعادل الموضوعي للعالم الرأسمالي، خلف للشعوب ولحركات التحرر العالمية فراغاً كبيراً وشعوراً باليتم وإحباط على مستوى أحل

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
-1-
 
أمضى اليومين الثاني والثالث من الحرب محملقًا في واجهة المذياع، زافرًا متمتمًا، عاركًا فروة رأسه، مع كلّ خبرٍ جديدٍ عن انسحابٍ جديدٍ وهزيمةٍ جديدةٍ . صفع سطح الراديو بكفه واقفًا، وراح يبحث عن علبة سجائره، فلم يرها على طاولة الوسط المستديرة، فتذكّر أنّه دخّن كل مافيها من السجائر وكوّرها، وقذف بها إلى زاوية الغرفة، اندفع نحو الباب قاصدًا دكان فرحان البواب لشراء علبة سجائر، ففتحت قامة بطرس القارعة الباب داخلًا، وحملق بقامة نادر المتهدلة الأميبيّة، ثمّ سقط على مؤخرته أرضًا، دون أن يرفع عينيه عن ولده وهمس متسائلًا:
 
- ألم تنم ياولدي؟
 
فنفض نادر رأسه إلى الوراء، ومدّ يده نحو الباب يفتحه غير أنّ بطرس عاد يسأله...
 
- إلى أين؟ فرحان البواب لم يفتح دكانه منذ الصباح...لم يظل فيه حبة قضامة أو كمشة سكر.
 
- وأين ذهب ما كان بدكانه؟
 
- التهمه الخلق...ولن تجد علبة دخان...تعال لفّ واحدة من علبتي...أم أنك نسيت أيّام اللف.
 
وتهاوى فوق المقعد، مسقطًا وجهه بين ساقيه، وراح يونون،غير أنّ ونونته كانت أقرب إلى النواح، رفع وجهه نحو بطرس الذي كان يدبج سيجارة، ويلصقها بلسانه، فمد نادر يده جارًّا علبة التبغ من أمام أبيه، غير أنّ بطرس قدّم له السّيجارة الّتي لفّها، وأخرج من جيبه قدّاحة الكاز وأشعلها له. وراح ينتزع ورقة أخرى من دفتر ورق الشام، ويتناول ذرات التبغ بين سبابته وإبهامه ويذرها في الورقة وهو يتساءل:
 
- هل من أخبار جديدة غير ماسمعت ورأيت...وما رأي جماعتكم؟
 
أسقط نادر وجهه بين ساقيه مرة ثانية وأكمل بطرس متسائلًا:
 
- يدعون إلى وقف القتال..أليس كذلك؟
 
- وماذا سيفعلون؟

الصفحات