في هذا الكتاب يقول الكاتب العراقي عبد الستار ناصر، يتمم كتابي السابق (سوق السراي) أجمع فيه شلّة رائعة من الشعراء والروائيين وكتّاب المذكرات.
أنت هنا
قراءة كتاب باب القشلة - كتابات في الرواية والشعر والمكان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
باب القشلة - كتابات في الرواية والشعر والمكان
الصفحة رقم: 3
ويحضرني في هذا الصدد مقطع من احدى قصائد الصديق الكبير الشاعر كمال فوزي الشرابي، يتحسّر هو الآخر على حرية الكلمة ·· ويخاطبها منشداً بأعلى صوته :
يا حريّة!
وجهُ العُرب أمامك أسودْ
وجهي أسودْ
وطني أسودْ
خبزتي أسودْ
حرفي أسود
حتى الدمع بعيني أسودْ ···
لم ثُغر الراهب أية وظيفة مهما علا شأنها، كما لم تُغره كتابة البحوث والدراسات الأكاديمية، ولا الوظائف التدريسية، لأنه أراد خدمة الفن عبر موقعه، كروائي، يقدم لهم ولائم من أفكاره النابضة، ولكن ملاحقته من أعداء الكلمة، وتهديده بلقمة عيشه ولقمة أبنائه، حالت دون تحقيق ما أراد·· وقد جاء في رسالته تاريخ 24/12/88·
ما يلي : -
إنن اضطراري للعمل في جامعة الكويت سيجبرني على ترك الكتابة الروائية لألهث وراء كتابة البحوث ونشرها· وها هو ذا العام الثاني يمضي وأنا لم أخطّ سطراً واحداً في الجزء الثاني من (التلال)· ربما كان هذا برداً وسلاماً بالنسبة للقارىء العربي : لكني حزين حتى العظم ويائس حقاً، وأحياناً شقي بسبب ذلك
إن رسائل الفنانين سواء أكانوا شعراء أم رسامين أم نحاتين أم موسيقيين أم روائيين، أم غير ذلك، تكشف بصورة عامة، وبعفوية، جوانب عن حياتهم وكذلك جوانب هامة من شخصياتهم ولاء طباعهم·· ولا ثيجب أن تؤثر أقنعتهم، أي عطاءاتهم الابداعية التي يجودون بها على المعجبين بفنهم، على تلك الجوانب الأخرى من حيواتهم الخاصة ورد شخصياتهم···
وقد يلحظ دارسوا أعمال هؤلاء الثلاثة الراحلين، أن في رسائلهم لبسّام بعض هذه الدقائق التي تنم عن شخصياتهم، والتي قد تكون عاملاً مساعداً لهم وإنصافهم في التعريف عن بعض تلك الجوانب، في دراساتهم و/ أو بحوثهم لاعتقادي أنّ من حق القارىء أن يحظى ولو بالشيء اليسير عن حياة الفنان الخاصة·· وفي رأيي المتواضع فهذه الرسائل، رغم تمحورها في الأساس حول موضوع واحد·· فانها رسائل هامة ··
وفي الختام لا يسعني إلا أن أثني على جهد الصديق الدكتتور بسّام فرنجية، في تحدّيه الصعاب، وتصميمه على إطلاع القارىء الأميركي بترجماته الرائعة لإبداعات الراحلين هاني الراهب ونزار قباني وعبد الوهاب البياتي·· وأن عمله هذا جدير بالثناء الحار··
كما لا يسعني إلا أن أشكره أيضاً لتكرمه بالإفراج، أخيراً، عن هذه الرسائل، وقد عرفتُ عنها مصادفة، عبر محادثاتنا الهاتفية، نتبادلها معاً من وقت إلى آخر؛ وبعد أن أقنعته أن إبداعات الفنانين، لا سيما رسائلهم الخاصة، لا يجب أن تظل مطوية في عباب النسيان، وأأنه من حق القارئ والدارس معاً، الاطلاع عليها بعد أن رحلوا عن دنيانا - وقد تزامن رحيلهم في أوقات متقاربة الى حد ما ··
فشكراً له ثانية وتهنآتي الحارة على جهوده الخيّرة وخدماته في حقول المعرفة والأدب والشعر ···
نويل عبد الأحد