أنت هنا

قراءة كتاب باب القشلة - كتابات في الرواية والشعر والمكان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
باب القشلة - كتابات في الرواية والشعر والمكان

باب القشلة - كتابات في الرواية والشعر والمكان

في هذا الكتاب يقول الكاتب العراقي عبد الستار ناصر، يتمم كتابي السابق (سوق السراي) أجمع فيه شلّة رائعة من الشعراء والروائيين وكتّاب المذكرات.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
لكنه على غلافه الأول كتب عبارة (جوانب من سيرة أدبية) والحقيقة هي أن أديبنا الربيعي تمكن من جمع شتات ذاكرته حول أدباء وأصدقاء وشعراء عرفهم عبر حياته وأراد أن يحكي (عنهم) وقد جاءت تلك اللقاءات والحوارات على شكل مقالات سبق لجريدة الصحافة التونسية نشرها مسلسلة في عام 4 9 9 ، أما سيرة عبد الرحمن الربيعي التي نرجو ونأمل في أن تصل الينا ذات سنة قريبة، فما زالت مشروعاً يراوده في نومه ويقظته، وأنا مؤمن أن ماسيكتبه الربيعي - المبدع - في سيرته من أوجاع ومسرّات وأسفار وقراءات وشجون ونساء وحلاوات وعذابات وانكسارات مرّ بها سيكون لها أثرها في (مقروء) اليوم من كتابات هذا الانسان المبدع·
 
في هذا الكتاب جاء الربيعي على ذكر المئات من المبدعين العرب، جمعته بهم المهرجانات الثقافية والمؤتمرات الأدبية والدعوات الخاصة، أو معرفته الشخصية بهم واقترابهم من حياته واقتراب أيامه ولياليه من حياتهم، نذكر منهم: يوسف الخال، أنسي الحاج، توفيق صايغ، محمد عفيفي مطر، خليل حاوي، محمد الفيتوري، هنري زغيب، نـجيب محفوظ، توفيق يوسف عواد، نهاد الحايك، صنع الله ابراهيم، يوسف السباعي، محمد الماغوط، سهيل ادريس، نزار قباني، جبرا ابراهيم جبرا ، أحمد رامي، أحلام مستغانمي، يوسف الشاروني، محمد شكري، محمد صالح الجابري، يوسف ادريس، رشاد أبو شاور، محمد الغزي، يوسف القعيد، عبده جبير، رجاء النقاش، فاروق البقيلي، سعيد عقل، خليفة الوقيان، عبد الله الخوري، ياسين رفاعية، فتحي سعيد، الطيّب صالح، الطاهر وطار، عبد اللطيف اللعبي، زكريا تامر، خلدون الشمعة، وغالي شكري، وعشرات غيرهم·
 
ولم يكن من نصيب لأسماء عراقيين إلاّ أربعة شعراء وربما خمسة، جاء ذكرهم - عفواً - على سطر هنا أو تحت عتاب هناك، وربما ظهر أحدهم في ملحق الذكريات المصوّر عند آخر الكتاب، كما هو الحال مع يوسف الحيدري وحاتم الصكر وعذاب الركابي·
 
من أجمل وأرقّ ما قرأت في كتاب عبد الرحمن مجيد الربيعي (من ذاكرة تلك الأيام) ما كتبه من رثاء في رحيل الشاعر الكبير نزار قباني ومن ثم عن رحيل عبد الوهاب البياتي، وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن بقية الفصول كانت أضعف الحلقات، بل يصل الربيعي في بعض أجزاء الكتاب إلى (نثر) رفيع في مستواه يقترب أدبياً من هالة الشعر وجمالياته، وعلى مدى 174 صفحة هي حجم الكتاب نقرأ الجانب المعروف المرئي من حياة عبد الرحمن مجيد الربيعي، مؤكدين ثانية وثالثة على رغبتنا في قراءة المستور من (الوشم) الخفيّ المدفون بين الضلوع، وأن نكتشف ما فعله (السومري) منذ ولادته في الناصرية حتى خروجه من (الوكر) بعد أن عرف سرّ الماء وأدرك المسافة بين خطوط العرض وخطوط الطول، كنا نريد أن نقرأ الأنهار التي خاض غمارها ونراه جيداً بعد خروجه من بيت الطاعة، يا لتلك الوجوه التي عشنا مرارتها بعد رحلة التعب العراقية الموجعة، لا سيما وأننا كنا هناك بين القمر والأسوار نشعر بالسيف وهو يقترب من أعناقنا بينما نسافر في سفينة أوهامنا عسانا نحقق المستحيل·
 
أما (ذاكرة) الربيعي مع تلك الأيام المحشوّة بلقاءات الأدباء هنا وهناك فما زالت تنتظر البقية الأصعب، وأعني بها الدخول إلى الصندوق المغلق، الصندوق اللغز، الذي لا يملك مفتاحه غير صاحبه، وهو أدرى بما فيه·

الصفحات