أنت هنا

قراءة كتاب نصف الحاضر وكل المستقبل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نصف الحاضر وكل المستقبل

نصف الحاضر وكل المستقبل

كتاب "نصف الحاضر وكل المستقبل" يأتي ضمن سلسلة كتب "ندوة اليوم السابع" التي تقام في مسرح الحكواتي في القدس، والتي يديرها الكاتب جميل السلحوت ويشارك بها نخبة من الأدباء والنقاد الفلسطينين، ويصدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع، نقرأ من أجواء الكتاب عن مجموعة "إن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 2
إنه المنطق التبريري العاجز الذي يلقي بالمسؤولية على أكتاف الظروف، والآخرين، والإمكانات التي لا تحسن إدارة الأولويات في سلّم المهمات التربوية.
 
لم يعد الطفل العصري في عالمنا المضطرب يحتمل المغامرة، ولا الإرجاء والركون إلى قواعد وأسس ومعايير وقيم متأصلة في المجتمع؛ لأن المجتمع نفسه ليس بعيدًا عن الواقع الجديد المتغير؛ لهذا كله لا بد من الانتباه الواعي الحذر إلى العالم الجديد بمعناه الثقافي.
 
إن بقاء جامعاتنا الفلسطينية بمنأى عن (أدب الطفل) يشير إلى عمق الهوة القائمة، وإلى عدم الالتفات إلى أدبه بالجدية المطلوبة الضرورية، ولعلها فرصة مناسبة لحثّ الجامعات على تدريس أدب الطفل برؤية إبداعية لغوية تربوية، تُعلّم الطفل فنّ السؤال، وتفتح أمامه آفاق المعرفة، وتدرّبه على حبّ الكلمة والمطالعة، وتعلي من تقديره لذاته المبدعة، ولذوات الآخرين بعيدًا عن أنانية التقدير.
 
وندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية وهي تخصص جزءًا مهمًّا من نشاطها واهتمامها لما يصدر من أدب الطفل، ويصل إليها، إنما تحاول أن تسدّ فراغًا فاضحًا يؤرّقها في هذا الجانب الذي لم يحظ بالرعاية المرجوة، فاجتهد روّادها، وعلّقوا، وناقشوا، وأبدوا آراءهم وتوصياتهم.
 
باختصار، لقد حاولنا أن نضع أنفسنا في ثوب الطفل نفسه، وأن نتقمّصه، ونعيش واقعه، وننظر بعينيه، فأبدينا إعجابنا باللغة الطفلية الجميلة التي تحترم وعي طفولتنا التي نتقمّصها. وأبدينا آراءنا بالرسومات المرافقة لأنها نصّ آخر داعم لما يكتب للطفل، وانتقدنا أغلفة الكتب أو أشدنا بالمناسب منها، وناقشنا الأفكار والرسائل التي أرسلها المؤلفون ممن وقعت رسائلهم بين أيدينا.
 
حاولنا أن نكون ذاك الطفل الذي ترنو الأبصار إليه، وتتلهف الأفئدة له.
 
لا نزعم بأننا قمنا بواجبنا كما نتمنى ونرجو ونأمل، ولكن يبقى لنا شرف المحاولة. وها نحن نؤكد على إحياء المحاولة، ونلفت الانتباه مجددًا لمن بين يديه مفاتيح الحل لكي لا يغلق البوابات.
 
فلا تغلقوا بوابات المستقبل الجميل، وإذا حدث وقررتم إغلاقها فلا ترموا المفاتيح بعيدًا، وانتظروا حساب ضمائركم حين تصحو من بريق زائف، وورم استسمنته ذات غفوة.
 
إبراهيم جوهر
 
(القدس 25 /1 /2012)

الصفحات