أنت هنا

قراءة كتاب نصف الحاضر وكل المستقبل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نصف الحاضر وكل المستقبل

نصف الحاضر وكل المستقبل

كتاب "نصف الحاضر وكل المستقبل" يأتي ضمن سلسلة كتب "ندوة اليوم السابع" التي تقام في مسرح الحكواتي في القدس، والتي يديرها الكاتب جميل السلحوت ويشارك بها نخبة من الأدباء والنقاد الفلسطينين، ويصدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع، نقرأ من أجواء الكتاب عن مجموعة "إن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 3
الأرنب المفقود
 
ناقشت الندوة قصة الأطفال"الأرنب المفقود" للكاتبة رفيقة عثمان. صدرت القصة عن دار الهدى في كفرع قرع، وزينتها رسومات أيمن خطيب، ووقعت في 22 صفحة من الحجم الكبير.
 
نزهة أَبو غوش: مفهوم الموت عند الأَطفال
 
كلّ طفل في هذا العالم الرحب، معرَّض لفقدان شخص عزيز عليه، أَي أَنه بشكلّ أَو بآخر معرض للموت.
 
يرى الدكتور وائل أَبو هندي، مختص نفسي بالأَطفال، أن الطفل قبل المدرسة، على الرغم من تعرضه لمفهوم الموت في من حوله، لا يكون المفهوم لديه واضحًا ولا مكتملًا، ويتباين من طفل إِلى آخر أَشدَّ التباين، وبعد دراسة أُجريت على أَطفال في الأُردن، تبين للباحث أَن الأَطفال في سن السادسة والسابعة استطاعوا جميعًا إدراك الموت كما يدركه الكبار. يخمِّن الباحث أَن أَطفال فلسطين، والعراق أَكثر إدراكًا لمفهوم الموت في سن مبكرة، لأَن الموت حدثٌ يومي متكرر في كلّ بيت وكلّ حارة. ويرى آخرون، أَيضًا، بأَن تقبل الموت عند الأَطفال يختلف حسب الجنس، والتجربة، وطريقة الحياة الثقافية، والتربوية، الّتي يحياها الطفل في أُسرته ومجتمعه.
 
أَجمع المختصون النفسيون بأَن موت شخص عزيز في الأُسرة يخلق مشاعر مختلفة عند الطفل مثل: الغضب، والخوف، والشعور بالذنب، ويمكن أَن يقود الطفل للاكتئاب أَثناء سن البلوغ، وإِذا لم نعالج صدمة الموت لدى الطفل بالشكلّ الصحيح، وفي الوقت المناسب، سيكون له الأَثر السلبي على شخصيته على المدى البعيد.
 
يفضِّل المختصون النفسيون إِعداد الطفل لمواجهة قضية الموت قبل أَن يحدث فعلًا، والحديث عنه بصراحة وبلغة يفهمها الطفل، وإِبلاغه بحقيقة أن كلّ إِنسان معرض للموت، حتى الأُم والأَب والإخوة، وأَن الموت يعني الذهاب دون رجعة، وهذا لا يمنعنا من أَن نفكر بالفقيد، وأَن نشتاق إليه، ونتحدث عنه.
 
يمر الطفل بعدة مراحل بعد سماعه عن موت عزيز: الصدمة أَولًا، ثمَّ الإِنكار، ثم الذبذبة ما بين التقبل والرفض، ثم التقبُّل.
 
بناءً على ما ذكر أَعلاه، أجمع المختصون النفسيون على ضرورة مساعدة الطفل في مواجهة الموت، من خلال إِعطائه الفرصة للتعبير عن إحساسه وعواطفه، وأَن نشبع حبَّ الاستطلاع لديه، والإجابة عما لديه من أَسئلة، نحو: "ماذا يشعر بعد الموت؟ ماذا يشعر داخل القبر؟ هل سيعود يومًا ما؟ ما هو الموت؟ هل يفقد الميِّت جميع حواسه؟" (أبو هندي، 2011). علينا أَن نُفهم الطفل على أَن الأَمر خارج عن إِرادة أَيِّ إنسان، وعن إرادة الميت نفسه.
 
مشاركة الطفل في المراسيم برفقة شخص بالغ يثق به، ويشعر معه بالأَمان، وله علاقة بالفقيد له أَهمية، كما أَن الوداع له أَثر كبير على الطفل في تجاوز المحن، ولمسة اليد للمتوفى تعطي إحساسًا بالرضا. الارتباط بشخص بديل للمتوفى يساعد الطفل على التكيُّف؛ ليعيش حياة أَفضل.
 
إِن استخدام الوسائل المختلفة للتعبير عن الذات، وتفريغ المشاعر، مثل: الكتب، والقصص، والرسومات، والأَلعاب الخيالية غير المباشرة، عن الفقدان، تساعد الطفل للتعبير عن نفسه، وتقوي تكيفه عن الموت.
 
كلّنا يعرف أَن الكتاب هو مرجعية مهمة لمساعدة الأَطفال لحل مشاكلّهم المختلفة، ولأَسفنا الشديد فإِن أَدبنا العربي يفتقد للقضايا المهمة الّتي تشغل بال أَطفالنا، مثل: قضية الموت، والمرض، والفقر، والعنف، والاغتصاب، وانفصال الوالدين.
 
بناءً على ما ذكر في الدراسة المبسَّطة سابقًا، رأَيت أَن أَربط ما بين هذه الدراسة وكتاب الأَطفال "الأَرنب المفقود"، الذي صدر حديثًا للكاتبة رفيقة عثمان، باعتباره قصة للأَطفال تعالج قضية الموت، وتقبُّله عند الأَطفال.

الصفحات