كتاب "نصف الحاضر وكل المستقبل" يأتي ضمن سلسلة كتب "ندوة اليوم السابع" التي تقام في مسرح الحكواتي في القدس، والتي يديرها الكاتب جميل السلحوت ويشارك بها نخبة من الأدباء والنقاد الفلسطينين، ويصدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع، نقرأ من أجواء الكتاب عن مجموعة "إن
أنت هنا
قراءة كتاب نصف الحاضر وكل المستقبل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
تعتبر القصة وسيلة معينة لمربيي الأطفال، والأهالي، لتنشئة الأطفال تنشئة سليمة مبنية على المبادئ والأسس العلمية والتربوية، فهي تساهم في تحفيز الأهل على التعاطف مع مشاعر أبنائهم في مواقف الحزن والفقدان، بالمواساة، واللمس، والاحتضان، ومن ثم إكسابهم القدرة على التكيف مع حالات الموت بطريقة سلسة وبسيطة.
لقد تناولت الكاتبة الموضوع ومحتوى القصة بجرأة متناهية، بحيث لن يجرؤ، ولم يتجرأ أحد على الخوض بها، لكونه موضوعًا حساسًا جدًّا، ويحذرون الخوض في مضمونه.
تطرقت الكاتبة في قصتها، بأسلوب مشوق وبسيط، لإكساب الطفل معنى مفهوم كلمة الفقدان؛ حيث إنها اهتمت بمراعاة مشاعر الأطفال، وتوصيل هذا المعنى الصعب بسلاسة، بدون أن تؤذي مشاعرهم.
تهدف هذه القصة إلى إتاحة الفرصة للتعبير عن أحاسيس الأطفال من خلال تفريغ شحنات الألم والغضب، ولوم الذات.
إن هذه القصة العلاجية تساهم في تنشئة الأطفال تنشئة تربوية ونفسية صحيحة، بحيث تنعكس نتائجها بطريقة إيجابية في حياتهم المستقبلية.
ساهمت "قصة الأرنب" المفقود في توصيل مفهوم الموت إلى الأطفال، وطرق التكيّف معه، خصوصًا تزامن وجود حالة فقدان والد طالبة في روضتي، فكانت القصة منقذًا تربويًّا للمأزق الذي واجهني؛ فمن خلالها كانت تساؤلات كثيرة حول الموت، وما بعده، وكانت ردود فعل إيجابية من قبل الطلاب، بحيث طلبوا تكرار سماعها.
أتمنى أن تكثر الكاتبة من كتابة كتب جديدة تتناول مضامين لم يتناولها كتّاب آخرون حتى الآن، مثل: الموت، والانفصال، والعنف الأسري، والتمييز بين الجنسين.
أرى هذه القصة أنموذجًا جيدًا، وحسيًّا، ومعينًا للآباء، والأمهات، ولمربي الأطفال؛ لاستخدامهم هذه القصة كوسيلة علاجية؛ لاستقطاب مشاعر الأطفال المحزنة.
سعدت بلقاء ندوة اليوم السابع الذي أثرى معرفتي، وفضولي، لما فيه منفعة لتنشئة الأطفال في عملي.
بعد ذلك جرى نقاش مطول شارك فيه: د. تيسير عبد الله، وإبراهيم جوهر، وديمة السمان، ود. إسراء أبو عياش، ونسب حسين، وجمعة السمان، وبثينة شقيرات، وصقر السلايمة، وسامي الجندي، وآخرون.
(القدس 26/5/2011)


