هناك تحديات كبيرة تواجهها الأمَّتان: العربية والإسلامية، تبغي استئصال وحدة كلٍ منهما. وكان لإسرائيل الدور الكبير في إثارة الأقليات العرقية والطائفية في الوطن العربي-ومنه العراق- لإضعاف وتشتيت قوة الأمة.
أنت هنا
قراءة كتاب حول تقسيم العراق والوطن العربي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
ولا بد لنا أن نذكر ما يقوله دعاة الفدرالية في هذا الأمر، إنهم يقولون: لم نذهب إلى ما ذهبنا إليه إلا بعد أن سدّت أبواب الإصلاح كلها في وجوهنا، فقد صرنا لا نتوقع أيّ إصلاح كان، ويقيمون الدليل بعد الدليل على الظلم الذي أصابهم –وما زال يصيبهم كذلك- ويأتون بأمثلة كثيرة على ذلك أيضا، حتى إن من السامعين لهم من يعطيهم الحق في الدعوة إلى ما يريدون، وكأن هؤلاء يقولون لكل من ينكر عليهم الدعوة الفدرالية: لا تلومونا على ما أقدمنا عليه، فقد بلغ السيل الزبا، وجاوز الحزام الطبيين، ولم يبق للصبر مكان في النفوس، وهذه علة الكثرة الكاثرة التي تدعو إلى الفدرالية.
أما هذا البحث المتواضع فهو مقتطفات من قسم من المخططات لتقسيم العراق والعالم العربي، كتبتها ليطلع عليها العراقيون خاصة، فيدركوا حقيقة تلك المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد أمتنا في الليالي الليلاء وقد نجحوا في ذلك وآثرتُ أن يكون البحث مختصرا؛ ليطلع عليه عدد كثير من الناس. والحقت البحث بمقال كنت قد نشرته في موقع (مفكرة الإسلام) بتاريخ 27/12/2010
ولا بدَّ لي أن اشير هنا إلى أن هذا البحث من الأبحاث الحساسة التي تختلف فيه وجهات النظر: فهناك من يؤيده، وهناك من ينتقده. وحسبي أني ذكرت ما ينبغي أن يعرفه كل عراقي وعربي ومسلم وغير مسلم في المرحلة الحاضرة مما خطط لهذه الأمة.
ولا يفوتني أن أُنوه بكتاب مهم يحتوي على عدد كثير من الوثائق المهمة في أمر تجزئة الوطن العربي، وقد أفدت منه، وأنصح بقراءته وهو بعنوان (دور إسرائيل في تفتيت الوطن العربي) تأليف الأستاذ الدكتور أحمد سعيد نوفل. والله أسأل أن يبصرنا بما ينفعنا، ويدفع عنا عادية الأعادي وكيد الكائدين. والله يقول الحق، ومنه –وحده- الهداية والسداد.
عملت قوى الإستعمار الغربي التي كانت جاثمة على صدر الوطن العربي على تجزئة هذا الوطن، وذلك بالحدود التي رسمتها اتفاقية (سايكس بيكو) سنة 1916. ولم تكتف بهذا، بل قامت بانشاء كيان لليهود في قلب الوطن العربي، وعملت –ولا تزال تعمل كذلك- على تقسيم المقسَّم، وتجزئة المجزَّأ، فخططت لتقسيم العراق وسوريا والأردن ومصر والسودان وغير هذه الدول. ومن تلك المخططات ما اقترحه (برنارد لويس)(3) من تقسيم الشرق الأوسط على اثنتين وثلاثين دويلة عرقية وطائفية ودينية؛ لتصبح البلاد العربية 88 دويلة، بعد أن كانت 56 دولة واستباحة ثروات البلاد العربية ومواردها وتحويلها الى المجتمع الغربي. كل ذلك من أجل مصلحة أمريكا وإسرائيل، وقد أقرّ هذا المخطط الكونكرس الأمريكي في عام 1983، ونشرتها جريدة الأهرام في 7/8/1987 في مقال كتبه إبراهيم نافع بعنوان (أحداث الهرم الأخير... الهدف والمخطط والنذير)، ونُشر –أيضا- في جريدة الأخبار المصرية في 26/2/1998 الطبعة الأولى فقط، ونشرتها جريدة (الوفد) في 28/2/1998 بقلم عبد الهادي بكار.