أنت هنا

قراءة كتاب حول تقسيم العراق والوطن العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حول تقسيم العراق والوطن العربي

حول تقسيم العراق والوطن العربي

هناك تحديات كبيرة تواجهها الأمَّتان: العربية والإسلامية، تبغي استئصال وحدة كلٍ منهما. وكان لإسرائيل الدور الكبير في إثارة الأقليات العرقية والطائفية في الوطن العربي-ومنه العراق- لإضعاف وتشتيت قوة الأمة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 8
مساهمة إسرائيل مع الغرب في تقسيم الوطن العربي
 
نظر قادة اسرائيل إلى مستقبل دولتهم، فوجدوها قليلة العدد بالنسبة إلى الدول العربية التي تحيط بها، وقلقها من فصائل المقاومة الفلسطينية وبخاصة حماس والجهاد الإسلامي، ولا ريب أن هذا يشكل تهديدا حقيقيا لها، فلا بد من التخطيط لتكون آمنة مطمئنة، وبعد الحوار بين قادتها وذوي الرأي فيها رأوا أن ما قدمه (شمعون بيريز) أفضل ما يكون لتحقيق مستقبل الأمن في إسرائيل ويتلخص رأيه فيما يأتي:
 
(ليس أفضل من إحالة المنطقة إلى دويلات صغيرة، أو كيانات هشة محدودة الفعالية، ثمّ إلهاء هذه الدويلات بصراعات دائمة حول الحدود والثروات...)(17).
 
وفي هذا المعنى ما قاله (ديفيد بن غوريون):
 
(نحن شعب صغير، وإمكانياتنا ومواردنا محدودة، ولا بدّ من العمل على علاج هذه الثغرة في تعاملنا مع أعدائنا من الدول العربية، من خلال معرفة وتشخيص نقاط الضعف لديها، وخاصة العلاقات القائمة بين الجماعات والأقليات العرقية والطائفية، بحيث نسهم في تفخيم وتعظيم هذه النقاط؛ لتتحول في النهاية إلى معضلات يصعب حلها أو احتواؤها)(18).
 
وبهذه الطريقة تزداد إسرائيل قوة، وتزداد الدول العربية المقسمة ضعفا فلا تفكر في محاربة إسرائيل بل ولا في تعكير صفو حياتها. وتقسيم المقسَّم وتجزئة المجزّأ: هو ما كان يطالب به كيسنجر.
 
وهذا ما أشارت اليه المنظمة الصهيونية العالمية في أمر تقسيم البلاد العربية ومن ذلك: تفتيت العراق وسوريا وتدمير القوة العسكرية للعراق وسوريا، وتفكيك العراق أكثر أهمية من تفكيك سوريا؛ لأن العراق يمثل على الأجل القصير أخطر تهديد لإسرائيل(19).
 
ولقد نشرت مجلة (كيفونيم) اليهودية التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية في القدس في العدد 14/2/1982 تقريرا بعنوان (استراتيجية اسرائيلية للثمانينيات) جاء فيه بعد أن تحدث التقرير عن تفتيت سوريا:
 
(.. إن تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سورية، وذلك لأن العراق أقوى من سورية، إن في قوة العراق خطورة على إسرائيل في المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أي دولة أخرى، وسوف يصبح بالإمكان تقسيم العراق إلى مقاطعات إقليمية طائفية... وبذلك يمكن إقامة ثلاث دويلات –أو أكثر- حول المدن العراقية..)(20).

الصفحات