هناك تحديات كبيرة تواجهها الأمَّتان: العربية والإسلامية، تبغي استئصال وحدة كلٍ منهما. وكان لإسرائيل الدور الكبير في إثارة الأقليات العرقية والطائفية في الوطن العربي-ومنه العراق- لإضعاف وتشتيت قوة الأمة.
أنت هنا
قراءة كتاب حول تقسيم العراق والوطن العربي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
ومما يدعو إلى الأسى والأسف أن نجد من بعض قيادات العراق من يدعو إلى ما دعت اليه أمريكا واسرائيل من تقسيم العراق إلى فدراليات: فقد وجد من تلك القيادات من دعا إلى اقليم فدرالي للشيعة، وإقليم فدرالي آخر للأكراد في شمال العراق.! وهذا كله خطوة أولى ليتم تقسيم العراق بعد ذلك. ولقد ألف (بيتر جالبريث)(13) كتابا بعنوان (نهاية العراق) تبنى فيه فكرة تقسيم العراق من بوابة (الحتمية) مقررا أن العراق الموحد ذهب إلى غير رجعة وأن تجميعه مرة ثانية في صورة دولة موحدة لا يمكن أن يكون، وأن أمريكا قد كتبت شهادة وفاته، وأن تقسيمه يكون على ثلاث دويلات: دويلة كردية في الشمال موالية للغرب، ودويلة شيعية في الجنوب موالية لإيران، ودويلة سنيَّة في الوسط بلا هوية تعمها الفوضى(14).
إن هذا التقسيم يراه (جالبريث) حقيقة فلا حاجة للجدل في هذا الأمر فيقول:
(يجب أن نكف عن الجدل حول ما إذا كنا نريد تقسيما أو فدرالية في العراق، وأن نبدأ بدلا من ذلك في التفكير في الكيفية التي يمكننا بها تحقيق الآثار التي ستترتب على التفكيك الحتمي لذلك البلد)(15).
ويعدد (جالبريث) مشكلات اجرائية في طريق التقسيم فيقول:
(ستكون هناك حاجة في هذا السياق بالطبع إلى عقد استفتاءات، كما يستلزم الدستور العراقي من أجل تعيين الحدود النهائية للمناطق الثلاث، وسيستلزم الأمر أيضا التوصل إلى صفقة بشأن تقاسم أموال النفط ترضي الشيعة والأكراد، وتضمن للسنة في الوقت نفسه تدفقا ثابتا من العائدات، إلى أن يتم تطوير موارد النفط غير المستغلة حتى الآن والواقعة في مناطقهم، كما يستلزم الأمر كذلك التوصل إلى صيغة لتقسيم بغداد، وعلى المستوى الإقليمي فسيتحتم إقناع جيران العراق بالقبول بجغرافيا سياسية جديدة)(16).
هكذا فعلت سياسة أمريكا في العراق، لقد مزقته إربا إربا، وصار من العسير أن يعود كما كان بلدا موحدا، ويخشى على البلد أن تقع فيه حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس إلى أن يتم التقسيم.