هناك تحديات كبيرة تواجهها الأمَّتان: العربية والإسلامية، تبغي استئصال وحدة كلٍ منهما. وكان لإسرائيل الدور الكبير في إثارة الأقليات العرقية والطائفية في الوطن العربي-ومنه العراق- لإضعاف وتشتيت قوة الأمة.
أنت هنا
قراءة كتاب حول تقسيم العراق والوطن العربي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
وقد أكدوا هذا الأمر مرات عديدة فقالوا:
(يجب إيجاد لغة مشتركة، وطريقة عمل واحدة مع الأكراد في العراق، والدروز في سوريا، والزنوج في السودان، والموارنة في لبنان، والأقباط في مصر، وسائر ابناء الشعوب والديانات التي تحارب سوية من أجل التحرير والإستقلال)(22).
ومن الأمور التي تبعث على الحزن والأسى أن نجد كثيرا من تلك الوسائل تأخذ طريقها إلى النجاح. وأول نجاح تحقق الآن هو انفصال جنوب السودان عن شماله، وقيام اسرائيل ببناء قاعدة لها في الجنوب المنفصل.
وإذا كانت دول الإستعمار وأمريكا قد عملت على تجزئة الوطن العربي في هذا العصر، فإن عملها هذا قد سبقه عمل آخر قديما، فقد تحالفت على القيام به دولتا الإستعمار الإنكليزي والفرنسي، من أجل تمزيق الوطن العربي واستنزاف قدراته، وذلك للحيلولة دون قيام وحدة بين الدول العربية؛ إذ إنّ اسرائيل لا يمكن أن يكتب لها البقاء إذا اجتمع شمل البلاد العربية. ونقلب صفحات التاريخ الحديث فنجد الحركة الصهيونية منذ أواخر الثلاثينات من القرن العشرين وإلى اليوم قد عملت وتعمل للوصول إلى هذا المبتغى.
فهذا ( ارييل شارون) كان قد اهتم بتفتيت الوطن العربي قبل قيامه باحتلال لبنان، وقد صرح في مقابلة له مع صحيفة (معاريف) قائلا:
(إن الظروف مواتية لتحقيق مشروع تفتيت الدول العربية، وبسط الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة. وتحدث عن الصراع المحتمل حدوثه بين الشيعة والسنة والأكراد داخل العراق...)(23).
ولقد وقع ما كان توقعه (شارون) من مجازر دموية، حصدت أرواح عشرات الآلاف من الطرفين، ويُخشى أن تقع مجازر أخرى في الأيام القليلة القابلة بين العرب والأكراد بعد أن قام الأكراد بالإستيلاء على اراضٍ عربية ليست لهم، وبسطوا نفوذهم فيها، وهيمنوا على مرافقها ومؤسساتها هيمنة تامة. وكان من عقلاء الناس من اسدى لهم بالنصيحة لعلهم يدركون حقيقة المؤامرة على العرب والأكراد معا، فلا يندفعون وراء تشجيع الأمريكان ومن يدور في فلكهم في هذا الأمر؛ لأن المحتلين يرحلون حاملين معهم ما اقترفوه من جرائم سودت صفحات من تاريخهم، فوق صفحاتهم المليئة بالسواد.! أما الأخوَّة بين العرب والأكراد، فتظل قائمة إن شاء الله كما كانت من قبل.