هناك تحديات كبيرة تواجهها الأمَّتان: العربية والإسلامية، تبغي استئصال وحدة كلٍ منهما. وكان لإسرائيل الدور الكبير في إثارة الأقليات العرقية والطائفية في الوطن العربي-ومنه العراق- لإضعاف وتشتيت قوة الأمة.
أنت هنا
قراءة كتاب حول تقسيم العراق والوطن العربي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
فصل جنوب السودان عن شماله لتقام فيه أ- دولة زنجية مستقلة في الجنوب ب- دولة عربية في الشمال، وقد تم ذلك.
تقسيم موريتانيا إلى دولتين أ- دولة عربية ب- دولة زنجية (5).
(ويعترف (برنارد لويس) بأنّ هذا المخطط سوف يخدم الإسرائيليين؛ لأن تلك الدويلات والكيانات [لن تكون فقط غير قادرة على أن تتحد، بل سوف تشلها خلافات لا انتهاء لها على مسائل الحدود والطرقات والمياه والنفط ووراثة الحكم ...الخ، ونظراً لأن كل كيان من هذه الكيانات سيكون أضعف من اسرائيل، فإن هذه ستضمن تفوقها لمدة نصف قرن على الأقل)(6).
(وما يحدث في العراق له علاقة مباشرة بالمخططات الأمريكية الإسرائيلية في تجزئة الأقطار العربية؛ خدمة لمصالحهما المشتركة؛ لأن الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية تتعامل مع الوطن العربي على أساس أنه لا يشكل وحدة واحدة في انتماءاته وحضارته وعروبته، ولا بد من العمل الدائم لتفتيته وتجزئته)(7).
والذي نريد ذكره هنا: تصريحات قادة أمريكا بضرورة تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات؛ ليطلع على ذلك من لم يطلع عليها، ولا يتسع المجال لذكرها جميعا، ونقتصر هنا على ما أكد عليه (ليزلي غلب) الرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية في الكونكرس الأمريكي في مقالة له نشرها في صحيفة (نيويورك تايمز) بعنوان (الحل القائم على ثلاث دول). تتحدث المقالة عن مستقبل العراق وتقسيمه على ثلاث دويلات: الأولى للأكراد في الشمال، والثانية للسنة في الوسط، والثالثة للشيعة في الجنوب. وبين (غلب) الهدف من ذلك فقال:
(إن الهدف من ذلك: هو دعم الأكراد والشيعة، وإضعاف السنة. وإن على أمريكا أن تمنح معظم الأموال إلى الطرفين: الكردي والشيعي).
وفي هذا المعنى ما قاله (غلب) متوعدا السنة في العراق:
(الدولة السنية –يقصد بعد التقسيم- بلا نفط وبلا عائدات، فلا بد أن يعتدلوا، وإلا يعانوا العواقب.. الفكرة هي تقوية الشيعة والأكراد وإضعاف السنة، وإن الخطوة الأولى تكون من خلال الحكم الذاتي للجنوب والشمال وننتظر النتائج)(8).