أنت هنا

قراءة كتاب اللغة والفكر وفلسفة الذهن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اللغة والفكر وفلسفة الذهن

اللغة والفكر وفلسفة الذهن

تحيل الإشكالات التي يعالجها هذا الكتاب على المجالات التالية: علم النفس المعرفي (Cognitive psychology) واللسانيات والفلسفة. والنواة المركزية التي تحوم حولها هذه الإشكالات كلها يلخصها سؤال هام هو: ما طبيعة الفكر؟.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
سنحدد في الفصل الأول موقف المعهد من النزعة الفيزيائية كما تبلورت في السياق التجريبي (فتجنشتاين في مرحلته الأولى، كارنب، أوبنهايم). وسندرس في الفصل الثاني بعض الحجج التي يقدمها المعهد، وخصوصاً الحجة الحاسوبية، على استقلال على النفس، دون الإذعان لفصل الفكر عن المادة.
 
أما الفصل الثالث فسنخصصه لدور الحجة الحاسوبية في دعم الموقف الفطري وانعكاسات هذا الموقف على مسألة التعليم بصفة عامة. وسنفرد حيزاً خاصاً لأطروحة "لغة الفكر" الفطرية التي دافع عنها فودور بوصفها لغة التمثيل الداخلي التي تـــُعرف ولا تـــُعلّم ولا تـــُتــَعلَّم.
 
أما الفصل الرابع فسنخصصه "لأعداء" التصور الذي يصدر عنه "المعهد":
 
العدو الأول بالطبع هو فتجنشتاين، في المرحلة الأخيرة من أعماله. والغريب في الأمر هو أن حجج فتجنشتاين صيغت قبل أن تبرز إلى الوجود الصيغة الذهنية التي نتحدث عنها. فانتقادات فتجنشتاين يجب أن تفهم من حيث إنها موجهة إلى كل نزعة ذهنية بما في ذلك نزعة "المعهد" الراهنة. وسنركز في مقام فتجنشتاين على حجتين يرى البعض أنهما تقوضان النزعة الذهنية التي نحن بصددها، هما: "حجة اتباع القاعدة" و"حجة اللغة الخصوصية".
 
العدو الثاني هو الفيلسوف ج. سورل (J.R.Searle). وسنبرز، في مقامه، فساد الطرح الذهني الذي يصدر عنه "المعهد" من منطلقين: المنطلق الأول يستدل فيه سورل على عدم كفاية المعالجة التي يقضي بها النموذج الحاسوبي. والمنطلق يبرز فيه سورل تهافت البدعة الأفلاطونية التي تحكم تصور "المعهد" والقائلة بوجود مستوى فطري (أو معرفي أو زظيفي أو حاسوبي) يتوسط الحالات الدماغية التي تفترضها علوم الأعصاب والحالات الذهنية التي يفترضها على النفس الساذج (نشير هنا إلى أن "الساذج" لا يعد وصفاً قدحياً).
 
أما العدو الثالث والأخير هو: هـ. بوتنم (H. Putnam) ويمكن القول عنه: إنه عدو نفسه أولاً قبل أن يكون عدواً للنزعة الذهنية موضوع حديثنا. لأنه لعد، لوقت طويل، دوراً أساسياً في صوغ مواقف هذه النزعة على الرغم من رفضه التام للافتراض الفطري الذي تصدر عنه. فالطرح الحاسوبي للذهن طرح بلوره بوتنم منذ بداية الستينات. وعليه اعتمد فوردور في صوغ تصوره (وهو بالمناسبة تلميذ قديم لبوتنم). لكن بوتنم رجع عن آرائه. فنقده إذن نقدان: نقد ذاتي موجّه إلى بوتنم نفسه في وقت من الأوقات ونقد موجّه إلى النزعة الذهنية للمعهد.
 
يمكننا الآن، بعد هذا التحديد العام لهيكل الكتاب، أن نلتفت إلى مناقشة بعض الإشكالات الميتافيزيقية المتصلة بالنزعة الذهنية للمعهد لنثير حولها جملة من الملاحظات تدخل في نطاق التأطير الفلسفي العام لتصور المعهد من جهة وللانتقادات المصوبة إليه من جهة أخرى.

الصفحات