أنت هنا

قراءة كتاب في ظلال رسائل النور

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في ظلال رسائل النور

في ظلال رسائل النور

هذه مقالات كتبتها في سلسلة ما أكتبه من مقالات في جريدة الدستور الأردنية منذ عام 1999م،وألقيت في برنامج: طريق النور في إذاعة القرآن الكريم التابعة لإذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، وقد رأيت أن أطبعها في كتاب لعلها تصل إلى من

تقييمك:
4.4
Average: 4.4 (5 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 7
الدروس المستفادة من حياة الأستاذ النورسي رحمه الله تعالى كثيرة، وهذا ما أعان الله تعالى عليه، وأسأل الله تعالى أن ينفعنا بما ورد في رسائل النور وأن يعيننا على أن نكون نورا في الأرض بفضله ورحمته وتوفيقه، والحمد لله رب العالمين.
 
وقفات مع رسائل النور
 
لعل مما يلفت النظر في التاريخ البشري أن عدد من مر على هذه الأرض لا يحصيه إلا الله تعالى، حالهم كحال المليارات من النباتات الصغيرة المتشابهة التي لا تلفت النظر أو حبات الرمل أو الحجارة الصغيرة المتناثرة على وجه البسيطة، ولكن هناك من البشر من هم كالشجر الضخم المتميز أو كقمم الجبال العالية الشامخة التي تشد الأنظار وتحفر صورتها في العقول وتزرع الهيبة في القلوب.
 
وذاكرة البشرية عامرة بأسماء أئمة البشر في الخير والشر، أولئك لم يكونوا كغيرهم من البشر المعتادين بل كانوا شيئا مذكورا في ميدان الهداية أو مجال الضلال.
 
ومن هؤلاء المذكورين المشهورين في ميدان الخير: الأنبياء والمرسلون الذين جاؤوا الناس بالهدى ودين الحق وسعوا إلى بيان الصراط المستقيم الذي يحيا من سلكه حياة طيبة، وينقلب إلى خير منقلب في رحمة الله وجنته.
 
يضاف إليهم من كان معهم من حواريين وأصحاب ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ممن كانوا من أئمة الهدى ودعاة الخير، وأخص منهم من حملوا لواء تجديد أمر الدين للناس من حين إلى آخر حين يملأ الضباب الطريق وتتغبش الرؤيا ويحتاج الأمر إلى دليل.
 
أئمة الهدى هؤلاء حفظ التاريخ أسماءهم وتبعهم من طلاب الهدى أجيال يخلف بعضها بعضا مع تعاقب المصلحين وتتابع المجددين.
 
هؤلاء المجددون مثلهم كمثل مولدات الطاقة التي تمد الناس بما يحتاجون إليه من نور وحرارة وحركة وأسباب حياة.
 
هؤلاء المجددون لم يصنعوا أنفسهم،ولم يكن في حسبانهم أن يكونوا كما كانوا بل تم اجتباؤهم واصطفاؤهم ليكونوا في الموقع الذي تبوؤوه، ولعل غيرهم ممن عاصرهم كان يتوق إلى أن ينال ما نالوه ولم يتحقق له ذلك على ما كان عليه من علم وفضل،فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

الصفحات