أنت هنا

قراءة كتاب مفاتيح علم التاريخ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مفاتيح علم التاريخ

مفاتيح علم التاريخ

ما الأساس والاشتقاق الذي ربط معنى كلمة التاريخ، بالأحداث؟ والتاريخ بالعربية ترجمة للفظ Istoria بالإغريقية القديمة، ولفظ Historia باللاتينية لغة الرومان، وكذا History بالإنجليزية الحديثة، Histoire بالفرنسية الحديثة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 8

إن التاريخ هو التجربة المدونة، والتي يستطيع الإنسان أن يستفيد منها كيف شاء، ووفقاً للميدان الذي يبحث فيه، ثم يضيف عليها الجديد الذي يمثل خطوات الارتقاء. فهو تجارب عملية، استخدمت، وظهرت نتائجها.
وأثبت التاريخ – على مدى العصور – أنه متجدد الحياة والحيوية، ملجأ العلماء حين يواجهون المعضلات – في بحوثهم النظرية والعملية – فيجدون عنده الطريق إلى الحلّ. وكثيراً ما وفر على العلماء مشقة خطوات من مراحل أبحاثهم سبق تجربتها.
وعلى الرغم من أن الاجتماعيين يرون أن التاريخ أحد العلوم الاجتماعية، الأصل فيه إدراك الإنسان لحقيقة وأصول وجوده ككائن اجتماعي. إلا أنه كان مجالاً لدراسات فكرية أخرى من علماء الدين والفلسفة وغيرهم لاحتوائه أعمالاً متباينة متعددة، يرى كل باحث فيها وجهة نظره، وكأن التاريخ يقول لهم جميعاً " لا أعتقد أن هناك شيئاً قط على وجه الأرض غريباً عنى".
وعظمة التاريخ أنه غير قاصر على دراسة المتخصصين، أو الباحثين أو الفلاسفة والاجتماعيين، ولكنه يخاطب كل من يطلع عليه، فيستهويه، يوجد فيه مجال توجيه قدرته العقلية. عبّر ابن خلدون عن ذلك بقوله: [إن فن التاريخ من الفنون التي تتداولها الأجيال، وتشدّ إليه الركائب والرحال، وتسموا إلى معرفته السوقة والأغفال، وتتنافس فيه الملوم والآقال، وتتساوى فيه فهمه العلماء والجهال] ولذا فمجاله متسع اتساع المصالح البشرية، فليس هناك شئ مما يفعله الإنسان أو يقاسه أو يصنعه أو يدمره خارج نطاق الاستقصاء التاريخي بل والتسجيل التاريخي.
ولقد شهد بذلك أحد الذين أدركوا التجربة التاريخية عملياً في العصر الحديث، وهو بريطاني يعمل مراسلاً حربياً، وبعد أن عايش- كشاهد عيان- الكثير من المعارك الحربية، وقرأ في التاريخ خرج إلينا برأيه: [ هناك نزعة عامة لاعتبار التاريخ موضوعاً للمتخصصين، وهذا هو الخطأ الأول، لأن التاريخ- على نقيض من ذلك – هو المصحح الجوهري لكل لون من ألوان التخصص. وإذا نظرنا إليه نظرة صحيحة، فهو أوسع الدراسات مجالاً، فهو يشمل كل أوجه الحياة، ويضع أساس التربية، لأنه يرينا كيف يكرر البشر أخطاءه، ويكشف هذه الأخطاء].
ومنذ بدأ العرب يكتبون التاريخ وفقاً للترتيب الزمني، والتسلسل الحدثي كما فعل محمد بن جرير الطبري (ت 310هـ / 922م)، وهم يتناولون تعريف التاريخ بأسلوب فلسفي واضح، فمحمد بن جرير الطبري يقول: [ فما يكن من كتابي هذا من خير يستنكره قارؤه من أجلأنه لم يعرف له وجه الصحة، ولا معنى في الحقيقة].

الصفحات