أنت هنا

قراءة كتاب الاسناد الصحيح المتصل من خصائص الأمة الإسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الاسناد الصحيح المتصل من خصائص الأمة الإسلامية

الاسناد الصحيح المتصل من خصائص الأمة الإسلامية

نحمدك اللهم ونستهديك، ونستعين بك ونتوكل عليك، ونصلي ونسلم صلاة طيبة زاكية مباركة، على من ختمت به الشرائع وأرسلته رحمة للعالمين–سيدنا محمد(ص)- وعلى صحابته الذين اصطفيتهم من خلقك، وائتمنتهم على تبليغ شرعك إلى الناس كافّة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3
قوة حافظة العرب قبيل مبعث النبي
 
كانت الأمّة العربية قبيل مبعث النبي أمّة أميّة، لا يعرف القراءة والكتابة فيها إلا القليل منهم. لذلك اعتمد الناس –آنذاك- في رواية مفاخرهم وأمجادهم وحروبهم ووقائعهم وأشعارهم وخطبهم ومثالب أعدائهم على الحفظ في الذاكرة، ومعلوم أنّ من يعتمد في حفظه على الذاكرة تتكون فيه ملكة قوة الحفظ أكثر من غيره؛ لذلك قويت الحافظة في العرب: فكان منهم من يسمع القصيدة الكثيرة الأبيات، فيحفظها لسماعه لها مرّة واحدة، يستوي في ذلك العامّة والخاصّة، والصغار والكبار، والذكور والإناث، وهناك قبائل عربية كانت مشهورة معروفة بقوة الحفظ، ومن اشهر تلك القبائل: (قبيلة كلب). ويروي الاصمعي عن عوانة بن الحكم قال: لقي رجل اعرابياً فقال له: (ممن الرجل؟ قال: من قومٍ اذا نسي الناس علمَهم حفظوه عليهم. قال: انت اذن من كلب، قال :أجل)( ).
 
وظلّت بقيّة باقية عند المتأخرين منهم حتى قال الأصمعي:
 
((ما بلغت الحلم حتى رويتُ اثني عشر ألف أرجوزة للأعراب))( ).
 
وهكذا صار كثير منهم سجلا للتاريخ يُهرعُ إليهم في المفاخر والمثالب. وإذا علمنا أنّ الأمة العربية أمّة شاعرة، أدركنا أنّ العرب كانوا يحفظون الأشعار في الذاكرة، ويُحفّظونها لأبنائهم، ويروي تلك الأشعار الخلف عن السلف.
 
وإذا كان الأمر –كما يُقال-: إنّ الله إذا أراد شيئا هيّأ أسبابه، فإنّ قابلية الحفظ في الذاكرة هيأها الله للأمة العربية؛ ليقوم الناس بحفظ كتاب الله وسنة نبيه وتبليغها إلى الناس كافّة.
 
رحلة الصحابة في طلب الحديث
 
بعد أن توفي النبي، حرص قسم من الصحابة على طلب الحديث الذي لم يسمعوه، والتأكّد من روايته. فهذا جابر بن عبد الله يرحل من المدينة إلى الشام، ويستغرق سفره شهراً كاملاً من أجل أن يسمع حديثا واحدا من عبد الله بن أُنيس كان قد سمعه من النبي( ). ولم تكن هذه الرحلة الوحيدة التي قام بها جابر بن عبد الله من أجل حديث واحد، فقد سار من المدينة إلى مصر بعد أن اشترى له راحلة فركبها، ووصل إلى عقبة بن عامر، فسأله عن حديث واحد، وانصرف قافلاً إلى المدينة( ).

الصفحات