نحمدك اللهم ونستهديك، ونستعين بك ونتوكل عليك، ونصلي ونسلم صلاة طيبة زاكية مباركة، على من ختمت به الشرائع وأرسلته رحمة للعالمين–سيدنا محمد(ص)- وعلى صحابته الذين اصطفيتهم من خلقك، وائتمنتهم على تبليغ شرعك إلى الناس كافّة.
أنت هنا
قراءة كتاب الاسناد الصحيح المتصل من خصائص الأمة الإسلامية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
وقال أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد التميمي الحافظ:
((وينبغي لطالب الحديث ومن عُني به أن يبدأ بكتب حديث بلده، ومعرفة أهله منهم، وتفهمه وضبطه، حتى يعلم صحيحها وسقيمها، ويعرف أهل التحديث بها وأحوالهم معرفة تامة، إذا كان في بلده علم وعلماء قديماً وحديثاً، ثم يشتغل بعد بحديث البلدان والرحلة فيه))( ).
وهكذا كثرت رحلة طلاب الحديث خارج البلاد حتى أخذ بعضهم عن أكثر من ألف شيخ من الشيوخ. فهذا الإمام الحافظ محمد بن المسيّب النيسابوري يُنقل عنه قوله:
((ما أعلم منبراً من منابر الإسلام بقي عليّ لم أدخله لسماع الحديث))( ).
وليس المراد بقوله هذا تطوافه بمنابر الإسلام كلها، ولكنّه يريد تطوافه بالمنابر المهمة في رواية الحديث بالإسناد. وقد رحل أحمد بن موسى الجواليقي المتوفى سنة(306هـ) إلى البصرة ثماني عشرة مرة من أجل أن يسمع ما يرويه علماؤها من السنن التي تفرّد بها (أيوب بن كيسان السختياني) المتوفى سنة (131هـ).
وقال عبد الله بن المبارك:
((حملت العلم عن أربعة آلاف شيخ، فرويت عن ألف شيخ))( ).
وقال محمد بن إسماعيل البخاري:
((كتبت عن ألف وثمانين رجلاً)).
وقال:
((دخلت بلخ، فسألوني أن أُملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثا؛ فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم))( ).
وكتب الحافظ أبو العباس الوليد بن بكر بن مخلّد الأندلسي السرقسطي عن أكثر من ألف شيخ( ).
أمّا ابن مندة محمد بن إسحق، فقد سمع من ألف وسبعمائة شيخ، وقال الذهبي فيه:
((ولم أعلم أحدا كان أوسع رحلة منه، ولا أكثر حديثاً منه، مع الحفظ والثقة))( ).
أمّا أبو عبد الله الحاكم، فقد أخذ عن نحو ألفي شيخ( ).