إن القصص التي أنت في سبيلك لقراءتها هي بعض القصص الجنسية الأكثر عنفاً وجلاءً في كل الأدب الغربي.
أنت هنا
قراءة كتاب حكايا محرمة في التوراة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نوح العاري
لقد اكتشفتُ للمرة الاولى ما هو مخبوء في الشقوق المنعزلة للكتاب المقدس وفي زواياه عندما قررت، قبل سنوات عديدة، أن أُعرِّف ابني الصغير على التوراة بوصفها كتاباً أدبياً، بأن أقرأ بصوتٍ عالٍ وقبل النوم شيئاً من سفر التكوين. فاخترت الكتاب المقدس الانكليزي الجديد، بترجمته الانكليزية المحكية للنص الوقور، بهدف أن يدرك ابن الخامسة من عمره مايدور بالفعل في القصص من دون تحمل أعباء الكلمات القديمة والتعابير التي تمنح ترجمة الملك جيمس تلك العظمة، إلا أنها تجعل من الصعب أحياناً على المرء متابعتها.
بدأنا من البداية، بالطبع،وتابعنا عبر الرواية الموحية لحواء والافعى،ثم جريمة قتل هابيل من قبل أخيه قابيل. وأدركت على الفور أن سفر التكوين صَقَلَ ما لم يكن مصقولا. غير انني أكدت لنفسي بأننا سنصل في الحال الى قصة نوح والفلك. وستصرف ،مدرسة الأحد غير المعترض عليها، ذهن ابني عن الفقرات المزعجة والمربكة التي قرأناها قبل قليل. ولم يكن شيء قد أعدني لمواجهة مارأينا، بعد اللحظة المعهودة، حين خرجت الحيوانات من الفلك اثنتان تلو اثنتين.
وفي نهاية قصة نوح، بعد أن انحسر الطوفان وألمع الرب الى ارادته الطيبة تجاه البشرية برسم قوس قزح في السماء، وصلتُ الى مشهد لم يجد سبيله الى كتب القصص أو دروس يوم الأحد: نوح مستلقٍ لوحده في خيمته عارياً ومخموراً كبحار سكر على خمر من كرمه الخاص. ويتسلل أحد أبناء نوح وهو حام الى الخيمة ويجد نفسه يحدق النظر في أبيه العاري والمخمور:
»عندما رآى حام وهو أبو كنعان أباه عارياً سوءة أبيه.فأخبر أخويه وهما خارجاً. فأخذ سام ويافث رداءه وجعلاه على منكبيهما ومشيا مستديرين فغطيا سوءة أبيهما ووجههما الى الوراء وسوءة أبيهما لم يرياها«
(سفر التكوين 9 :20-22)
بعد هذا المشهد وبهذه الكوميدية، ومع أن ذلك غير مريح لأي أبٍ رأسه مليئة بفرويد، قرأت التوراة ببطء أكثر وأنا أعيد قراءة بعض الفقرات وأسير وأنا أحذف غيرها. فبدأ ابني، وكان في الخامسة من عمره،بالاعتراض. واذا ما توقفت طويلاً امام فقرة مزعجة،محاولاً تلحينها فسوف يجلس ابني في فراشه ويسأل بسخط، »ماذا تترك؟«
ودفعني سؤاله بمعنى من المعاني الى كتابة الكتاب الذي تقرأه الآن. فقد ألفيت نفسي وأنا أقرأ التوراة لابني بصوت عالٍ، انني أفعل تماماً مايفعله الكهنوت والمترجمون بالغو الظن والخائفون عبر مئات السنين. راقبت النص لكي أوفر على المستمع الأقسام الجزلى. وهاهو سؤال ابني يجاب عليه: »القصص المجموعة في هذه الصفحات من هذا الكتاب هي قصص أُلْزِمَت بالابتعاد«. وقد صدمني هذا الأمر مثلما صدمت قرّاء الكتاب المقدس قصة الألف سنة (التي سيتولى فيها المسيح الحكم في العالم).