الحمد لله، الواحد الديّان، الكريم المنّان، خلق الإنسان، علّمه البيان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد؛ كان خُلُقه القرآن، فأرشد المسلمين إلى سبيل الإسلام والإيمان والإحسان، وعلى آله وأصحابه وأتباعه؛ حملة الراية، وأتباع الرسالة. ..... وبعد؛
أنت هنا
قراءة كتاب عقد الجمان في أحكام القرآن
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

عقد الجمان في أحكام القرآن
ويتمثل أسلوبه في كتابه أحكام القرآن بالنقاط الإيجابية الآتية:
1. يعتبر كتابه في أحكام القرآن موسوعة فقهية، وفق قواعد الشافعية، ويحاول أن يجعل أدلته غير صالحة لأن تكون في جانب مخالفيه.
2. أنه عف اللسان مع أئمة المذاهب.
3. استيفاء جميع آيات الأحكام، وذكر أقوال العلماء فيها.
4. لا يتسع في نقل الخلاف، فيكتفي أحياناً بذكر الأقوال دون تفصيل.
ومن السلبيات:
1. امتداحه لمذهبه كثيراً؛ فهو يقرر أن مذهب الشافعي أسدُّ المذاهب وأقواها.
2. تعرّض للجصاص الرازي بالاسم، ورماه بالعبارات والألفاظ الساخرة؛ انتقاماً للشافعي.
ثالثاً: أحكام القرآن لابن العربي، وابن العربي هو العلامة الحافظ القاضي أبو بكر محمد ابن عبد الله بن محمد المعافري الأندلسي الإشبيلي، وأبوه الإمام العلامة الأديب ذو الفنون؛ أبو محمد؛ عبد الله بن محمد، المتوفى بمصر في أول سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ولد ابن العربي سنة ثمان وستين وأربعمائة، وتأدب ببلده، وقرأ القراءات، ثم انتقل ورحل إلى جملة من البلاد والأقطار التي زخرت بالعلماء؛ فارتحل مع أبيه، ودرسا معاً ببغداد، وصحب بها أبا حامد الغزالي، ودرس بدمشق وببيت المقدس وبالحرم الشريف بمكة، وسمع من العلماء فيها الفقه والأصول، وقيّد الحديث، واتسع في الرواية، وأتقن مسائل الخلاف والأصول والأحكام على أئمة هذا الشأن، وتفقه ابن العربي بالإمام أبي حامد الغزالي، والفقيه أبي بكر الشاشي، والعلامة الأديب أبي زكريا التبريزي وجماعة، وجمع وصنّف، وبرع في الأدب والبلاغة، وذاع صيته، وكان متبحراً في العلم، ثاقب الذهن، كريم الشمائل، وله شهرة في فنه وعلمه، فعن هؤلاء وهؤلاء أخذ جملة من الفنون، حتى أتقن الفقه والأصول، وقيّد الحديث، واتسع في الرواية، وأتقن مسائل الخلاف والكلام، وتبحّر في التفسير، وبرع في الأدب والشعر، وبعد هذه الرحلات المتوالية عاد وفي جعبته العلم الكثير، حتى قالوا عنه: إنه أحد من بلغ مرتبة الاجتهاد .