كتاب الخواطر "انجازات لا يعرفها الآخرون"، العلم والمتاعب (إذا كانت الحقائق قاسية وتطعن قلب الإنسان بلارحمة فالجهل يقتل دون نقاش...كهولاكو...عندما تركز على حقيقة واحدة وتتجاهل الأشياء الأخرى وكأنها غير موجودة تصل إلى طرق فرعية تضلك عن الصواب الذي ترنو إلى ال
أنت هنا
قراءة كتاب انجازات لا يعرفها الآخرون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
إنـجازات لا يعرفها الآخرون
يجوز لك أن تتبنى صيغة الاستفهام أو أي منظر للتعجب، لكن لا تسأل بهدف الاستمتاع ولتظهر بريئاً ومظلوماً...لأنه من السفاهة أن تبحث عن داخلك بهذه الطرق المؤذية...أن تقتل نفسك وتهشم وعاء العيش لتعرف أنك كنت حي...أن تضيع وقتك لتتألم...أن تبالغ في مقاومة (حبك للعلم) لأن حبك كبير لدرجة أنك عاجز أمامه، أن تنتقم من الظروف بإيذاء نفسك...أن تقابل أشخاص لا يطاقون لتميل إلى الانعزال التام...أن تفعل أشياء مملة بدون مبرر...أن ترحب بالتوتر لتزيح قلة إحساسك، انظر للوجه الآخر...ليس الوجه الآخر للقمر أو لمنتصف الليل...ليس الوجه الآخر للمؤثرات أو لتحركات العالم، توجد حقائق كثيرة تعرفها وتكون شخصيتك ويعاملك الآخرون وكأنها غير موجودة...ميزات مذهلة لا يتوقع الآخرون وجودها وهناك صفات نادرة يستبعدها الآخرون كلياً، يتكلمون عن أطياف الأشعة الكهرومغناطيسية للمركبات الكيميائية فتقول في نفسك: درست هذا الموضوع بالتفصيل في هذه الحياة (ليس في حيوات سابقة) وبحثت في الشبكة العنكبوتية عن تمارين لأشعر بأني أصبحت خبيرة في هذا المجال، درست تضاعف المادة الوراثية ونسخها وتحويلها إلى بروتين، تعرفت على الفيتامينات (المنحلة في الماء والأخرى المنحلة في الدسم) بالتفصيل ومعظم ما يقولونه أجده عادياً...، الملل وكونك مجبراً على التفاعل مع أمور لا تناسب مستواك العقلي يجملان الانتحار في عينيك....و إن كان الانتحار في الواقع فكرة للتعبير عن آلامك، ولكن ما فائدة أن تقول كلاماً كهذا؟....ما فائدة أن تتألم لأنه لم يفهمك الناس؟...ما فائدة أن يكون لديك طموح زائد ليعذبك؟....و حتى لو لم تجب على هذا النمط من الأسئلة أو لم يعجبك أي جواب ستحصل على جميع المعلومات والأجوبة في حالات المعاناة العميقة والمكثفة...في الأوقات التي تتقاطع فيها منحنيات الاكتئاب مع منحنيات المواقف الصعبة ومنحنيات قلة تحملك....بالإضافة إلى تزايد متطلبات الحياة وبحثك عن مخرج بأساليب خاطئة وتزاحم الأفكار المصابة بمرض (فرط النشاط وقلة التركيز)...و كل هذا مع ملعقة وساوس...قد لا يعترف الإنسان بأخطائه وقد يعتبر عدم الإفصاح عن مشاعره وعن الحقائق أمراً لا شك في صحته....لكن فقط العذاب هو الذي يظهر حقيقة الطبيعة البشرية وهو الذي يعطيك المنطق والوعي والعقلانية...و لهذا وُجدت جهنم، أتى ذلك اليوم الذي عشت فيه مع أشرس المشاعر بصمت وذهب ولم يعرف أحد أنك كنت تستخدم كل طاقتك لتحافظ على الوجه المبتسم للتمثال...كان عليك أن تتجاوب مع الجميع وتتصرف بشكل طبيعي وتخالف قانون السبب والنتيجة وكأن هذا هذا فرض إلهي أو هبوط اضطراري ينقذك من الاحتراق في الجو ولكن لا يحميك من الموت بسبب تحطم عجلات الطائرة، كأنك كنت تحاول أن تمنع انهيار سد عملاق بمفردك...قد يعتبر بعض الأشخاص المرهفين صمودك إنجاز عظيم لا يقل عن إي إبداع أو شجاعة، أما بالنسبة لمعظم الناس فهذا شيء غير موجود...شيء لم يختبروه...لكن كيف يؤدي الجهد صفر إلى فعل شيء ضروري في لحظات تقاتل فيها الأهوال الجرأة والاستخفاف بالمكاره...عندما يكون عليك أن تصنع دوافعك من المشقة....عندما تنفذ مشاعرك ويلتهم وعيك خلل وخيم في الهوية، قد يسمى هذا (انجازات لا يعرفها الآخرون) حسب تصنيف المجلدات المختلطة بالتراب والتي لا يقرأها أحد...و هذا ما حدث مع موتسارت حين كتب سمفونية موته (سمفونية قداس أرواح الموتى)، قال: أشعر أنني أكتب سمفونية لجنازتي....كانت السمفونية عظيمة لكن مشاعره أعظم، لتنجز شيئاً عظيماً يجب أن تكون مشاعرك أكبر من العظمة، هناك إنجازات سامية لا يمكن أن يعرفها الآخرون كما هي: النية النقية - الحب الحقيقي - مقاومة الأفكار السلبية.