أنت هنا

قراءة كتاب أمير الشعراء أحمد شوقي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أمير الشعراء أحمد شوقي

أمير الشعراء أحمد شوقي

ارتبط شوقي في بداية حياته بقصر الخديوي، فتفرغ للشعر والأدب، وتهيأت له أسباب الشهرة، ولكن هذه الفترة قصرت انطلاقته وتطوُّر أساليبه فجاء معظم شعره مدحاً للخديوي وبلاطه. ثم كان لمنفاه في الأندلس أثر كبير في حياته، حيث أتيحت له الخلوة إلى النفس والتأمل في أحضان

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 3
(1)أحمد شوقي أمير الشعراء، فوزي عطوي، ط2، 1973.
 
عمل والده أميناً للجمارك المصرية، وقد أضاع ثروته في الإسراف والتبذير حيث قال شوقي: «سمعت أبي رحمه الله، يرد أصلنا إلى الأكراد فالعرب، وأنه قدم إلى هذه الديار - مصر - يافعاً يحمل وصاة من أحمد باشا الجزار إلى والي مصر محمد علي باشا، وكان جدي وأنا أحمل اسمه ولقبه يُحسن كتابة العربية والتركية خطاً وإنشاءً، فأدخله الوالي في معيَّته، ثم تداولت الأيام وتعاقب الولاة الفخام، وهو يتقلد المراتب العالية، ويتقلب في المناصب السامية إلى أن عيّنه سعيد باشا أميناً للجمارك المصرية، فكانت وفاته في هذا العمل عن ثروة راضية، بدّدها والدي في سكرة الشباب، ثم عاش بعمله غير نادم ولا محروم، وعشت في ظله وأنا واحده، أسمع بما كان من سعة رزقه، ولا أراني في ضيق حتى أندب تلك السعة...» ( 1).
 
هكذا وُلد شوقي بين أحضان الترف والثراء، وكبر فاحتضنته جدّته اليونانية (تمراز) التي كانت وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل. فأدخلته معها إلى الخديوي وهو في الثالثة من عمره، وكان بصره لا ينزل عن السماء ربما لعلة مرضية، فطلب الخديوي قطعاً ذهبية ونثرها عند قدميه، فتقدم إليها الطفل يعبث بها وينشغل بجمعها، فقال الخديوي لجدته: هكذا اصنعي معه فإنه لا يلبث أن يعتاد النظر إلى الأرض فقالت الجدة: «هذا دواء لا يخرج إلا من صيدليتك يا مولاي ...» وكانت تقصد الخديوي، وطلب منها أن تحضره معها متى تشاء، وهذا كان أول عهد شوقي بالقصر والخديوي إسماعيل(2 ).
 
شعر أهل شوقي ميلاً عنده إلى العلم، فأرسلوه إلى مدرسة الشيخ صالح في القاهرة، وكانت مدرسة بسيطة تهتم بعلوم القرآن الكريم، وتفتقر إلى أبسط طرق التربية، فتلقى عن شيخه تعليمه الأول بحفظ آيات من القرآن الكريم، ولكنه لم يمض فيها وقتاً طويلاً ثم نُقل إلى المدرسة الخديوية التي كانت تُعرف بالمبتديان وكان عمره آنذاك أربع سنوات، انتقل بعد ذلك إلى المدرسة التجهيزية، ولما بلغ السادسة عشرة من عمره أنهى دراسته الابتدائية والثانوية، ورغم صغر سنّه فقد التحق بعدها بمدرسة الحقوق، فلم ترق له دراسة الحقوق، فالتحق بقسم الترجمة في الكلية، وتخرج من قسم الترجمة وهو يحمل الشهادة النهائية.
 
ثم بعثه الخديوي توفيق إلى فرنسا سنة 1882 لمتابعة دراسة الحقوق على نفقته، وفي فرنسا أحيط بعناية خاصة منذ أن نزل في مرفأ مرسيلية، حيث أمر الخديوي مدير البعثة المصرية أن يهتم بشؤونه.
 
أمضى شوقي سنتين في مونبيلية، زار خلالها إنكلترا بصحبة مدير البعثة المصرية، ثم زار الجزائر في رحلة استشفائية إثر مرض أصابه. قضى فيها قرابة الشهرين، ثم عاد إلى فرنسا لإكمال دراسته(3 )، حيث نال الإجازة في الحقوق، أقام بعدها ستة أشهر ينعم بمشاهدة متاحف باريس وآثارها ومعالم حضارتها، حتى إذا بلغ به الشوق مبلغه، عاد إلى وطنه، وفي طريق العودة عرّج على الأستانة وذلك سنة 1891.

الصفحات