أنت هنا

قراءة كتاب أمير الشعراء أحمد شوقي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أمير الشعراء أحمد شوقي

أمير الشعراء أحمد شوقي

ارتبط شوقي في بداية حياته بقصر الخديوي، فتفرغ للشعر والأدب، وتهيأت له أسباب الشهرة، ولكن هذه الفترة قصرت انطلاقته وتطوُّر أساليبه فجاء معظم شعره مدحاً للخديوي وبلاطه. ثم كان لمنفاه في الأندلس أثر كبير في حياته، حيث أتيحت له الخلوة إلى النفس والتأمل في أحضان

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 5
نالَ شوقي حظوة كبيرة، ونَعِمَ بخيرات كثيرة بسبب اتصاله بالقصر، لكن الأيام دول، فما لبثت أن قامت الحرب العالمية الأولى، فانقلب الحال وبدأ شوقي يعاني آلاماً شديدة بسبب اتصاله بالقصر، ومنع الإنجليز الخديوي عباس من العودة إلى مصر، حيث كان يصطاف في تركيا وخُلع من منصبه بتهمة الاتصال بتركيا وعُيِّن مكانه حسين كامل عام 1915، واضطهد الإنجليز عدداً من أعوان الخديوي عباس، وشردوا المقربين منه وكان منهم أحمد شوقي، فأراد الإنجليز نفيه إلى مالطا، فتوسط له حسين كامل فخيّر بمكان نفيه، فآثر شوقي أن يكون نفيه إلى الأندلس وفيها راح يتذكر أمجاد العرب، ثم نزل برشلونة، واتخذها مقراً له، حتى أصبحت سجنه الذي يبكي فيه جراحه، ويحن منها إلى وطنه. وبقي فيها إلى أن فرّج الله كربته فعاد إلى مصر عام 1919.
 
أعرض شوقي عن عباس حلمي في بداية عهده، بسبب إهمال الخديوي له، حيث كان عباس يظن أن شوقي شاعر فقط، وهذا ما أُدخل عليه، وكان في تلك الفترة بحاجة إلى سياسي يعينه على ما كان يجري بينه وبين الإنجليز خاصة بعد زيارة الخديوي وادي حلفا فلما عرف عباس باشا قيمة شوقي وأزيل ما أُدخل عليه، أعاد شوقي إلى مكانته وقرّبه منه، وأناط إليه مهاماً كثيرة، قام بها شوقي بصدق وأمانة واقتدار، فقدمه الخديوي على جميع رجاله وأولاه ثقته(2 ).
 
أصبح شوقي قريباً من الخديوي ملازماً له، كما كان المتنبي لسيف الدولة، مادحاً ومثنياً، ومحاولاً إرضاءَه بكل ما أوتي من قوة وهكذا كانت مرحلة شوقي الأولى.
 
يقول أحمد زكي عن شوقي لدى دخوله مدرسة الحقوق سنة 1885: «كان في جملة الوافدين سنة 1885 فتى نحيف، هزيل، ضئيل، قصير القامة ، وسيم الطلعة تقريباً، فتى بعيون متألقة تحقيقاً، ولكنها متنقلة كثيراً، فإذا نظر إلى الأرض دقيقة واحدة فللسماء منه دقائق متمادية، وإذا تلفت صوب اليمين، فما ذاك إلا لكي يرمي ببصره نحو الشمال، وهو مع هذه الحركات المتتابعة المتنافرة، هادئ، ساكن وادع، كأنما يتحدث بنفسه إلى نفسه، أو يتلاغى مع عالم الأرواح، ما كان يلابسنا فيما نأخذ فيه من اللهو والمزاح، ولا يتهافت معنا على تلقف الكرة بعد الفراغ من تناول الغداء أو حينما نتنفس الصعداء لانتهاء مواقيت الدراسة...» (3 ).
 
______________

الصفحات