أنت هنا

قراءة كتاب أمير الشعراء أحمد شوقي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أمير الشعراء أحمد شوقي

أمير الشعراء أحمد شوقي

ارتبط شوقي في بداية حياته بقصر الخديوي، فتفرغ للشعر والأدب، وتهيأت له أسباب الشهرة، ولكن هذه الفترة قصرت انطلاقته وتطوُّر أساليبه فجاء معظم شعره مدحاً للخديوي وبلاطه. ثم كان لمنفاه في الأندلس أثر كبير في حياته، حيث أتيحت له الخلوة إلى النفس والتأمل في أحضان

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 8
إمارة الشعر
 
عاد شوقي إلى وطنه مصر، وقد وجد أحوالها السياسية قد تبدلت، ووجد أرضها تخضبها دماء الشهداء في ثورتها الوطنية، فانقلب حاله وترك القصر، ليعيش طليقاً يدير أملاكه الخاصة ويتصل بالشعب ويعيش معه في نضاله من أجل الحرية والاستقلال، وبدأ يفكر بالسفر إلى تركيا أو يصطاف في أوروبا بعد أن قصر اصطيافه على جبال لبنان، وهكذا انتقل إلى مرحلة جديدة في فنه مخلصاً لشعبه، فتغنى بأغاني الوطن الرائعة التي تصور العواطف الوطنية، وتجسد حياة الأمة السياسية. وقد أصبح يقضي أغلب أوقاته ينظم شعراً يتفق مع الوعي القومي، فطارت شهرته واستطاع أن يكسب تقدير الأمة واحترام الأدباء، ليحين اجتماع الأدباء العرب في دار الأوبرا الملكية سنة 1927 ويسجلون تكريمهم الرائع ويقدمون تاج الإمارة لأحمد شوقي في سائر الأقطار العربية عبر ممثليهم ويخرج حافظ إبراهيم ليعلن بيعته بإمارة الشعر في قوله:
 
أمير القوافي قد أتيت مبايعاً
 
وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
 
وهكذا أصبح أحمد شوقي أمير الشعراء. وعلى أثر ذلك عكف شوقي على شعره دون أن يستكين أو أن يهدأ، بل راح يحقق أمل دعاة المجددين، فمالَ إلى الشعر المسرحي، وانصرف إلى تأليف الشعر التمثيلي، وخاصة في سنوات عمره الأخيرة، فكان رائداً في هذا العمل الذي لقي نجاحاً منقطع النظير.
 
وظل شوقي يتمتع بصيت عالٍ وشاعرية كبيرة، حتى توفاه الله في الثالث عشر من شهر أكتوبر/تشرين أول لسنة 1932، فهزّ موته روح الأدباء والشعراء، وأقامت له وزارة المعارف المصرية آنذاك حفلاً تأبينياً يليق بأمير الشعر، اشترك فيه كبار الشعراء والأدباء وقد لقي ربه وهو لا يزال على أشد ما يكون من نشاطه وإنتاجه الأدبي.

الصفحات