أنت هنا

قراءة كتاب المنتقى الصحيح من كتاب الإذاعـة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المنتقى الصحيح من كتاب الإذاعـة

المنتقى الصحيح من كتاب الإذاعـة

كتاب "المنتقى الصحيح من كتاب الإذاعـة"، لمؤلفه أبي الطيب صديق حسن خان، يقول الكاتب عصام موسى هادي الذي هذبه وعلق عليه في مقدمته:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

ومما قيل في معنى ما ذكرنا هذا النظم:
مثــل لنفســك أيهــا المغــرور يـوم القيـامـة والسمـاء تـمـور
إذ كورت شمس النهـار وأدنيـتحتى علـى رؤس العبـاد تسـير
وإذا النجـوم تساقطـت وتناثرتوتبدلـت بعـد الضيـاء كـدور
وإذا البحـار تفجـرت من خوفهاورأيتهــا مثـل الحميــم تفـور
وإذا الجبــال تقـلعـت بأصـولهــاورأيتهــا مثـل السحــاب تسـير
وإذا العشــار تعطـلـت وتخـربـتخلــت الديــار فما بهـا معمـور
وإذا الوحوش لدى القيامة حشرتوتقــول للأمــلاك أيـن نســير؟
وإذا تقــات المسـلمـين تـزوجــوامثــل حـور عين زانهـن شعـور
وإذا الـمـؤدة سئلـت عـن شـأنهابـأي ذنــب قتــلهـا ميـســـور؟
وإذا الجليل طــوى السمـا بيمينـه طـي السـجــل كتـابــه المنشـور
وإذا الصحائف عند ذاك تساقطت تبـدو لنـا يـوم القصـاص أمـور
وإذا الصحـائف نشـرت فتطايرت هتكــت إذاً للمـذنبـين ستـــور
وإذا السمـاء تكشطـت عن أهلها ورأيت أفــلاك السـمــاء تـدور
وإذا الجحيــم تسعـرت نـيرانهــا فلهــا علـى أهــل الذنــب زفير
وإذا الجنـان تزخـرفـت وتطيبـت لفتىً على طــول البـلاء صبـور
وإذا الـجـنين معــلــق مـع أمــه يخـشى القصـاص وقلبـه مذعور
هـذا بـلا ذنــب يخـاف جنــايــة كيف المصر على الذنوب دهور؟
وقـال تعـالى:  النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [ غـافــر: 46 ]، وقــال:  وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَكَانُوا يُؤْفَكُونَ [ الــروم: 55 ]، وقــال:وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ   [ الروم: 55 ]، وهو في القرآن كثير طيب.
والساعة: كلمة يعبر بها في العربية عن جزء من الزمان غير محدود، وفي العُرْف: على جزء من أربعة وعشرين جزء من يوم وليلة، للذين هما أصل الأزمنة.
وتقول العرب: أفعل كذا الساعة، وأنا الساعة في أمر كذا، تريد الوقت الذي أنت فيه، والذي يليه تقريباً له.
وحقيقة الإطلاق فيها أنَّ الساعة بالألف واللام عبارة في الحقيقة عن الوقت الذي أنت فيه، وهو المسمى بالآن.
وسميت القيامة ساعة؛ إما لقربها فإن كل آت قريب، وإما تنبيهاً على ما فيها من الكائنات العظام التي تصهر الجلود وتكسر العظام، وقيل: لأنها تأتي بغتة في ساعة، وقيل: غير ذلك.
وأمر الساعة أقرب من لمح البصر، ومقدار هذا اليوم خمسون ألف سنة، وإنَّ بيْن يدي الساعة فتناً كثيرة، ومحناً أثيرة، أخبر عنها النبي  وبَيَّنَ أماراتها وعلاماتها، وأوضح أشراطها وآفاتها، ولم يغادر صغيرة منها ولا كبيرة؛ ليكون أهل كل قرن على حذر منها، متهيئين لها بالأعمال الصالحة الباقية، غير منهمكين في الشهوات العادية، واللذات الفانية، فأردت أن أذكر أخبار تلك الفتن، وآثار هذه المحن في كتابي هذا في بابٍ بابٍ على حدة، وأضمنه فرائد شريفة، وفوائد أثيرة، وفاء للعدة، سميته: ((الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة)) وطويت المؤلف على:
مقدمة في معنى الفتنة، وأبواب في ذكر ما جاء من الفتن والمحن وأشراط القيامة إلى نفخ الصور، وخاتمة في بيان مدة الدنيا وما يناسبها، وإلى الله ترجع الأمور.
والله سبحانه أسأل أن يخلص نيتي، ويحسن طويتي، فإنما الأعمال بالنيات، وإنَّ الحسنات يذهبن السيئات، وإنما لكل امرئ ما نوى، ولله سبحانه ما بقي وما مضى.

الصفحات