أنت هنا

قراءة كتاب المنتقى الصحيح من كتاب الإذاعـة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المنتقى الصحيح من كتاب الإذاعـة

المنتقى الصحيح من كتاب الإذاعـة

كتاب "المنتقى الصحيح من كتاب الإذاعـة"، لمؤلفه أبي الطيب صديق حسن خان، يقول الكاتب عصام موسى هادي الذي هذبه وعلق عليه في مقدمته:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

 المقدمة في معنى الفتنة

قال أهل العلم: الفتنة هي المحنة والعذاب والشدة وكل مكروه وآيل إليه، كالكفر والإثم والفضيحة والفجور والمصيبة وغيرها من المكاره، فإن كانت من الله فهي على وجه الحكمة، وإنْ كانت من الإنسان بغير أمره سبحانه فهي مذمومة.
وقد ذم الله تعـالى الإنسان بإيقاع الفتنة، كقوله تعالى: [ البقرة:وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِالْحَرَامِحَتَّىٰيُقَاتِلُوكُمْفِيهِ ۖ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ 191 ]، وقوله:إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ  [ البروج: 10 ].
قال الراغب(2): أصل الفَتْنِ: إدخال الذَّهبِ النار لِتَظْهَرَ جَوْدَتُهُ مِنْ رداءته، واستعمل في إدْخال الإنسانِ النارَ، انتهى.
قــال في ((فتح البـاري)) (3): ويطلـق على العـذاب، كقوله تعالى: ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ [ الذاريات: 14 ]، وعلى ما يحصل عنه العذاب، كقوله تعالى: وَمِنْهُمْمَنْيَقُولُائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ [ التوبة: 49 ]، وعلى الاختبـار، كقوله تعـالى:وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا  [ طه:40 ]، وفيمـا يُدْفَـعُ إليـه الإنسانُ مِن شِـدَّةٍ ورخَاء، وفي الشِّدّةأظهرُمعنىوأكثـر استعمـالاً، قـال تعـالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [ الأنبياء: 35 ]، ومنه قولـه:وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا  [ الإسراء: 73 ]، أي: يوقعونك في بَلِيَّةٍ وشِدَّةٍ في صرفك عن العمل.
وقال غيره: أصل الفتنة الاختبار، ثم استعملت فيما أخرجته المحنة والاختبــار إلى المكــروه، قـال تعـالى:مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ [ الصافات: 162 ]، وقــال:وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ [ القلـم: 6 ]،وقــال:وَأَنِاحْكُمْبَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [الـمائدة:49]،وقال:وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [ الأنفال: 25 ]، أي اتقـوا ذنبـاً يعمكـم أثـره، كإقـرار المنكـر بين أظهركم، والمداهنـة في الأمـر بالمعـروف، وافـتراق الكلمـة، وظهور البدع والتكاسل في الجهاد.
قال القرطبي(4): وفي هذا تنبيه بالغ على التحذير من الفتن.

الصفحات