أنت هنا

قراءة كتاب المنتقى الصحيح من كتاب الإذاعـة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المنتقى الصحيح من كتاب الإذاعـة

المنتقى الصحيح من كتاب الإذاعـة

كتاب "المنتقى الصحيح من كتاب الإذاعـة"، لمؤلفه أبي الطيب صديق حسن خان، يقول الكاتب عصام موسى هادي الذي هذبه وعلق عليه في مقدمته:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

باب في فتن تكون في هذه الأمة

وهي أنواع سردت أحاديثها سرداً واحداً.
قد حذر النبيُّ  من الفتن في أحاديث كثيرة متضمنة للوعيد على التبديل والإحداث؛ لأن الفتن غالباً تنشأ عن ذلك.
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما عن النبي  قال: ((أنا على حوضي أنتظر من يرد عليّ فيؤخذ بناس من دوني، فأقول أمتي، فيقال: لا تدري مشوا على القهقرى)) رواه البخاري(12).
وعن أبي وائل قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: قال النبي : ((أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إليّ رجال منكم حتى إذا هويت لأناولهم اختلجوا دوني. فأقول: أي رب أصحابي، فيقول: لا تدري ما أحدثوابعدك)) أخرجه البخاري(13).
أي: ما أحدثوا من الارتداد عن الإسلام، أو من المعاصي الكبيرة البدنية، أو البدع الاعتقادية، قاله القسطلاني.
وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها قالت: استيقظ النبي  من النوم محمراً وجهه يقول: ((لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)) وعقد سفيان بن عيينة ـالراوي لهذا الحديث ـ تسعين، أو عقد مائة، ((قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث)) رواه البخاري(14).
أي: الزنا وأولاد الزنا، أو الفسوق والفجور.
وفي ((الفتح)) (15) ترجيح الأخير، قال: لأنه قابله بالصلاح، وإنما خص العرب بالذكر لأنهم أول من دخل في الإسلام.
وأورده القرطبي في تذكرته في باب إقبال الفتن ونزولها(16).
وقـال(17): أخبر عليـه الصـلاة والسـلام بما يكـون بعــده من أمر العـرب وما يستقبلهم من الويـل والحرب، وقد وجد ذلك بما استؤثـر عليهم به من الملك والدولة والأمـوال والإمـارة، فصار ذلك في غيرهم من الترك والعجم، وتشتتوا في البوادي بعد أن كان العز والملك والدنيا لهم ببركته عليه الصلاة والسلام، وما جاء به من الدين والإسلام، فلما لم يشكـروا النعمة وكفروها بقتل بعضهم بعضاً، وسلـب بعضهم أموال بعضهم، سلبها الله منهم ونقلها إلى غيرهم، كما قال تعالى: هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ ۖ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ  [ محمــد: 38 ]، ولهـذا قــال علماؤنا قولها: ((أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث)) دليل على أن البـلاء قد يرفـع عن غير الصـالحين إذا كثر الصالحون، فأما إذا كثر المفسدون وقل الصالحون، هلك المفسـدون والصالحون معهم إذا لم يأمروا بالمعروف ويكرهوا ما صنع المفسـدون، وهو معنى قوله سبحانه: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  [الأنفــال: 25 ]، بـل يعـم شؤمها من تعاطاها ومن رضيها، هذا بفساده، وهذا برضاه، انتهى.
ومنها حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أشرف النبي  على أطم من آطام المدينة، فقال: ((هل ترون ما أرى؟ قالوا: لا ، قال: فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر)) أخرجه الشيخان(18).
وحسن التشبيه بالقطر لإرادة التعميم؛ لأنه إذا وقع في أرض معينة عمها، ولو وقع في بعض جهاتها.
وعن كرز بن علقمة الخزاعي قال: سأل رجل النبي : هل للإسلام من منتهى؟ فقال رسول الله : ((أيما أهل بيت من العرب والعجم أراد الله بهم خيراً أدخل عليهم الإسلام)). فقال: ثم ماذا؟ قال: ((ثم تقعالفتنكالظلل، فقال الرجل: كلا والله إن شاء الله، قال: بلى والذي نفسي بيده لتعودن فيها أساود صباً يضرب بعضكم رقاب بعض)) أخرجه البيهقي (19).
قال الزهري: أساود صباً: الحية السوداء إذا أرادت أن تنهش ارتفعت هكذا ثم انصبت.
وخرجه أبو داود الطيالسي أيضاً(20).
قال أبو الخطاب ابن دحية الحافظ: هذا حديث لا مطعن في صحة إسناده.
ورواه القرطبي(21) بإسناده وقال: صبا جمع صاب، كغاز وغزى وهو الذي يميل ويلتوي وقت النهش ليكون أنكى في اللدغ وأشد صباً للسم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، قالوا: يا رسول الله أيم هو؟ قال: القتل القتل)) رواه البخاري ومسلم والترمذي(22).
قال ابن بطال: وجميع ما تضمنه هذا الحديث من الأشراط قد رأيناها عياناً.
قال في ((الفتح)) (23): الذي يظهر أن الذي شاهده، كان منه الكثير مع وجود مقابله.

الصفحات