كتاب لقصصي وحكاياتي جمعت فيه بعضاً مما مر بي خلال رحلة الحياة..
أنت هنا
قراءة كتاب أول الوجع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
أول الوجع
الصفحة رقم: 1
تقـديــم
أشعر بسعادة حقيقية وأنا أقدم لهذه المجموعة القصصية، ولأكثر من سبب أولها، أنني أقدم لعمل إبداعي لفنان أردني كبير يعرفه الجمهور والمشاهد الأردني والعربي في شتى أقطار الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه، من خلال الشاشة الصغيرة والكبيرة... يعرفون أدواره وإمكاناته وشخصيته وموقفه الفني الذي يتجلى من خلال أدائه الرفيع، وحماسه النبيل للموقف الإنساني الذي يتبناه.
ثانيها أنني أكتشف لدى الصديق الفنان محمد توفيق القباني الذي عرفته ممثلاً ودرامياً وفوق ذلك عرفته إنساناً من خلال المناسبات التي جمعتنا ذات حقبة في العمل من أجل حقوق الإنسان والقضايا العادلة للشعوب والتجمعات البشرية، اكتشفت أنه كاتب قصة مبدع، لا بل وشاعر غيبته المشاغل، فكان وفاؤه لشعره أقل بكثير مما كان وفاؤه لفنه..
لقد اكتشفت لدى الصديق الفنان محمد القباني مهارات مخبوءة -كما قلت -غيبتها مشاغله كفنان وممثل أشبع هذه الحرفة الكثير من الوفاء، الأمر الذي جعله قليل الاهتمام بغيرها من المهارات والفعاليات الإبداعية التي لديه.
ولكنه اليوم يضع بين أيدينا هذا الملف الإبداعي الذي يؤكد أن الفنان المبدع كلُّ لا يتجزأ، وأن المبدع في هذا الحقل يمكن أن يظل مبدعاً أيضاً في حقول أخرى.
ذلك أن بذرة الإبداع تقف أولاً وراء أي شكل من أشكال الاختصاص البارز، وهي -أي بذرة الإبداع-قوامها الإحساس المرهف الذي صقلته التجربة والمراس وعزّزه الصدق الفني..
من هنا نجد (بريخت) الألماني مسرحياً أولاً وقبل كل شيء، ولكننا نجده الشاعر والقاص وربما الرسام في آن وكذلك الأمر لدى التركي عزيز نيسين وغيرهم وغيرهم..
وفي الكثير من الكتابات المختلطة لمحمد توفيق القباني نجد القصة تتداخل بالدراما في العمل الواحد، ونجد المبدع متوزعاً بين هاجسي القصة والدراما بحكم التجاور بين الفنين، ولكن تقف وراء كل ذلك شاعرية مخبوءة.. تتقنع تارة وتبرز تارة أخرى وتتخفى ثم تعود لتعلن عن نفسها من بعيد، وربما تتربع داخل النص، وتكاد تحتله بالكامل؟ وهذا يحدث في القصة!
في أعماله القصصية يتجلى هاجسٌ رئيس، وهو ذلك القلق الوجودي النبيل الذي ينصبُّ بشكل كثيف على موضوعة الرجل والمرأة، ويؤكد أولاً وقبل كل شيء أن الحيلة إنما تقوم على هاتين الرافعتين. وأن قاعدة الحرية لا بّد أن تشكل أساساً لهاتين الرافعتين اللتين تقوم عليهما الحياة.
لن أضيف المزيد من النقد والتحليل، فليس هذا من أدبيات التقديم ولا يحق لي مصادرة حق القارئ في التعامل بحرية وبذائقة غير ملقّنة مع النص الإبداعي، وما هي إلا فرصة لتوجيه التحية للفنان المبدع، الصديق العزيز محمد توفيق القباني ولبيان ودّ مؤكد وتقدير صادق.
الدكتور سليمان الأزرعي