قراءة كتاب إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

تعكس رواية "لهيب خان التجار"، وهي الجزء الثاني من ثلاثية  "إلى الغرب من نهر الأردن"، أحداث الانتفاضة الثانية، التي انطلقت مع بداية هذا القرن، أي عام 2000، لتنتهي بوفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
الباب الأول: القناص
 
كان دوار مدينة نابلس الرئيس يعجُّ بالحركة، لدرجة أنّ أرصفته امتلأت ولم تعد تتسع لآلاف الأقدام التي تتزاحم عليه، فانتقل المارّة للسير وسط الساحة، مما أدّى إلى تعطيل حركة السيارات، التي ارتفعت أبواقها على الفور، وكانها تحتجّ على هذا "الاعتداء" لتختلط مع نداء وصياح أصحاب العربات المتنقلة، التي يعلنون فيها عن أسماء الخضار أو الفواكه أو الملابس التي يبيعونها... وفي خلفية كلّ هذا الضجيج كان يرتفع وبقوّة من السماعات المنصوبة في مختلف أرجاء الدوّار صوت أغنية "وين الملايين... الشعب العربي فين" المشهورة.
 
- بطيخ... بطيخ... أحمر يا بطيخ... عالموس يا بطيخ، ردّد عمر مرّة بعد الأخرى وبأعلى صوته، وعندما اقتربت منه فتاة لتشتري كرّر لازمته، ولكن بعد أن أضاف إليها كلمة حلو يا بطيح، بدلاً من أحمر.
 
- كم سعر البطيخة؟، سألته الفتاة التي كانت تضع منديلاّ ذا لونٍ زاهٍ فوق رأسها، وترتدي بنطال كابوي ضيّق، إلا أنّ (ال تي شيرت) الطويل الذي يصل إلى ما فوق الركبتين بقليل، غطّى النصف الأعلى لقامتها الفارهة والمتناسقة.
 
- على شأنّك سعر خاص... البطيخة الواحدة بخمسة "شواقل"...
 
- طيب اختارلي واحدة كبيرة وحمرا وحلوة.
 
- أكيّد... الحلو ما بلبقلوه إلا شي حلو...
 
إلا أنّ الملاحظة لم ترق للفتاة التي حدجته بنظرةٍ تدلّ على عدم رضاها، ولكن لم يهتم عمر لردّة فعلها، فآخر شيء كان يخطر بباله ويقصده هو التغزّل بالفتاة، وإنّما لجأ إلى هذا الأسلوب لإبعاد الشبهات عن نفسه، ولكي يبدو كبائع متجول عادي وثرثار. وبدون أن تنبس ببنت شفة. فتحت الفتاة محفظتها، وبدلاً من أن تناوله قطعاً نقديّةً أعطته مغلفاً صغيراً مغلقاً ومختوماً... وعلى الفور، وما إنْ شاهد شعار "التنظيم" الذي ينتمي اليه، والذي يغطّي جزءاً من الغلاف، حتى تصلّب في وقفته، وتمتم ببعض كلمات غير مفهومة وكانه يعتذر للفتاة عن كلمات "الغزل". وعندما استعاد سيطرته على نفسه ورفع رأسه ليعتذر بشكل صريح للفتاة، كانت هذه قد اختفت بين الزحام، ولم يعد يتبيّن لها أثراً.

الصفحات