قراءة كتاب إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

تعكس رواية "لهيب خان التجار"، وهي الجزء الثاني من ثلاثية  "إلى الغرب من نهر الأردن"، أحداث الانتفاضة الثانية، التي انطلقت مع بداية هذا القرن، أي عام 2000، لتنتهي بوفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
- يجب أن أتأنّى وأحسب حساب كلّ خطوة، قال لنفسه وهو يحاول رفع بعض القطع الكبيرة ليلقيها في الحاوية القريبة.
 
تابع سيره لينتقل من زقاق إلى آخر أكثر ضيقاً لدرجة أنّ جوانب العربة كادت أن تصطدم بجدران المنازل القديمة، التي تتراص وتتداخل، فتبدو وكانها منزلٌ ضخمٌ لا تُعرف بدايته أو نهايته.
 
وصل تقريبا إلى نهاية الزقاق، فتح مخزناً صغيراً مقفولاً، وركن عربته فيه، وقبل أن يقفل الباب وينصرف فتح الخزانة السُفلى، وتناول العلبة الأنيقة ووضعها تحت إبطه، ثمّ سار لبضع عشرات من الخطوات في الزقاق نفسه، الذي بالكاد يتّسع لشخصين يسيران جنباً إلى جنب، وعند إحدى البيوت القديمة صعد درجاتٍ عدّة ملتوية قادته إلى منزلٍ تطلّ نوافذه على الزقاق.
 
إنّه المكان الذي يلتقي فيه أعضاء مجموعته، وكذلك يختبئ به بعض المطاردين من خلايا ومجموعات أخرى من الذين يثقون بهم، لهذا يُطلقون عليه اسم دار "العيلة"، حيث يشعرون بالأمان نظراً لسرّيته، ولعجز المخابرات الإسرائيلية حتى الآن عن اكتشافه، ولعدم قدرة الآليات الإسرائيلية الوصول إليه نظراً لضيق الشوارع. والأهمّ من كلّ ذلك أنّه يتمتع بمواصفات فريدة، فله مداخل عدّة تفضي إلى شوارع بل أحياء أخرى، حتى ويقال أنّه يتصل بأنفاق، ودهاليز سفلى قديمة وتاريخية مبنية منذ عهود قديمة وتاريخية، ترجع للعصر الروماني، ولكن هذه التفصيلة بالذات لا يعرفها إلا عدد محدود من الذين يلتقون في "دار العيلة". وهكذا ما إن يشعروا بالخطر حتى يفرّوا من مخارجه المتعددة.
 
همّ عمر بطرق الباب، ولكنه في اللحظة الأخيرة عدل وبقيت يده معلقة في الهواء... نظر يميناً وشمالاً كي يتأكّد بأنّ أحداً لا يراقبه أو يشاهده، ثمّ استدار على عقبيه، وعاد مسرعاً إلى الدّوار.
 
- لن أمتثل للأوامر ولن يقدر أحدٌ على إلغاء العملية... إنّ قائد المجموعة جبانٌ... ويحسب حساب كل شيء لدرجة أنّه أصبح عاجزاً على تنفيذ أيّ قرار، فلا يحسب سوى العواقب السلبية فقط، قال بإصرار لنفسه وهو يعود راكضاً نحو الميدان الرئيس للمدينة، وتحت إبطه بندقية القنص.
 
والحقيقة أنّ علاقته متوترة مع المسؤول عنه_ أبو عائد_ ويقفان على طرفي نقيض، فأسلوبهما في معالجة واتّخاذ القرارات مختلفٌ جداً، فعمر مندفع مع أنّه لا يصل إلى حدّ التهور، ولكن أبا عائد يفكر في النتائج كثيراً، فمثلاً إذا لم يتأكّد مائة بالمائة من نجاح العملية لا يعتمدها، وإذا لم يضمن نجاة جميع المدنيين الفلسطينيين يرفضها، مما جعله يمتنع عن تنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضدّ قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقد أدّى ذلك إلى نقاشات حامية بينهما. وكثيراً ما ارتفعت أصواتهما خلال الاجتماعات لشدّة المناقشات وحدّتها... ومع الوقت أصبح لا يطيق مجرّد الجلوس والحديث معه.

الصفحات