قراءة كتاب إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

تعكس رواية "لهيب خان التجار"، وهي الجزء الثاني من ثلاثية  "إلى الغرب من نهر الأردن"، أحداث الانتفاضة الثانية، التي انطلقت مع بداية هذا القرن، أي عام 2000، لتنتهي بوفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
- المناضل لا يتخلّى عن بندقيته، همس لنفسه، ليطرد أيّ تفكير، أو نيّة في التخلي عن بندقيته أو عن غنيمته الثمينة والمُتطورة: M-16، ضمّها بطريقة لا شعورية إلى صدره، وكانها إثبات دامغ على تحقيق النصر على عدوّ قوي ومتعجرف.
 
عشرات الأشخاص الفارين يمرّون من جانبه، تمنّى لو توقف أحدهم ليساعده في الوصول، إلا أنّ أحداً لم يلتفت إليه، فالرّعب كان يسيطر عليهم، كما أنّ البندقيتين اللتين يحملهما تجعلهم يبتعدون، بل يفرّون منه بسرعة، كانهما إشارة خطر. تابع سيره وخيط من الدماء يسير وراءه أينما ذهب، في حين امتلأ حذاؤه به، ومع كلّ خطوة يسيرها تخرج منه دفقة من هذا السائل الأحمر. أمّا قميصه فقد ابتلّ تماماً من الناحية اليمنى وأصبح لونه قانياً. كان أشدّ ما يخشاه أن تصل قوات إضافية من الجيش الإسرائيلي وتدخل الأزقة وتقبض عليه، حينها فضّل الموت على ذلك، فهو يعرف من شقيقه ورفاق سابقين، أنّ الموت أهون مائة مرّة من عذاب المخابرات الإسرائيلية.
 
قرأ سورة الفاتحة ثمّ آية الكرسي لعلّها تُعطيه القوّة والأمان، إلا أنّه لم يستطع إتمامها، حيث فقد تركيزه وشعر بأنّه يدوخ وساقاه لم تعدا تحملانه، وقبل أن يسقط أرضاً أحسّ بأنّ يدين قويتين تمسكانه... التفت يميناً ويساراً، وشعر باطمئنان عندما لاحظ شباباً يلفّون رؤوسهم بالكوفية الفلسطينية... خلع أحدهم لثامه، تعرّف عليه، إنّه رفيقه وصديقه عاصم، الذي شقّ الكوفية لنصفين، مُخاطراً بمعرفة هويته الشخصية من قبل العملاء الذين تضجّ بهم مدينة نابلس. لفّ أسفل ساقه بالنصف الأول، وبالجزء الثاني كتفه، لكي يحدّ من نزيف الدّم الحاد.
 
- لا عليك سوف تصل وسوف نعالجك... اصمد، قال له عاصم، وهو الرفيق الذي كان سيشاركه في تنفيذ العملية.
 
استنتج عمر بأنّ مجموعته أدركت، عندما لم يعد ولم يُسلّم بندقية القنص، بأنّه لن يمتثل لأوامر أبي عائد وسينفذ العملية بمفرده... وتيقنوا من استنتاجهم عندما سمعوا إطلاق النار من الدوّار، فهرعوا على الفور.
 
- ولكن... لماذا عملتها؟، لماذا عملتها؟ لماذا؟!... لماذ؟!... سأله عاصم بحرقة وبنوع من العتاب الودود... ولكن عمر لم يشأ أن يجيبه، فقواه بدأت تخور تدريجياً لدرجة أنّه عجز عن الرّد.
 
رفعاه من أسفل إبطيه ، ولكن سرعتهما كانت بطيئة، فالحمل ثقيل، اذ أنّ طول عمر يتجاوز 185 سم، ووزنه لا يقلّ عن 95 كغم، وإذا استمرّوا على هذا المنوال، فسينزف دماءه، وبالتالي لن يصل حيّاً إلى المخبأ... كانت هناك عربة يد للخضروات يبدو أنّ صاحبها تركها وهرب. وعلى الفور قلبوها رأساً على عقب ليفرغوا محتوياتها على الأرض، ووضعوا عمر في داخلها. دفع عاصم العربة إلى الأمام وبسرعة، وفي الوقت نفسه طلب من الرفيق الآخر أن يسرع لكي يحضر طبيباً، قبل أن تفرض قوات الاحتلال منع التجول على المدينة، ويتعذّر الانتقال ، وبالتالي إحضار الطبيب.

الصفحات