قراءة كتاب إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

تعكس رواية "لهيب خان التجار"، وهي الجزء الثاني من ثلاثية  "إلى الغرب من نهر الأردن"، أحداث الانتفاضة الثانية، التي انطلقت مع بداية هذا القرن، أي عام 2000، لتنتهي بوفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
اضطرب الجنود وتفرقوا بسرعة، وفي الوقت نفسه شاهرين أسلحتهم، وبدؤوا بإطلاق النار في جميع الاتجاهات... المفاجأة أربكتهم بل أذهلتهم، لأنّهم لم يتبيّنوا الجهة التي انطلقت منها الأعيرة النارية... اثنان منهم ركضا ليسعفا زملاءهم، أو ليتبيّنا حقيقة ما جرى لهما، في حين خرج السائق راكضاً نحو إحدى السيارات ليحتمي خلفها.
 
وفي الجانب الآخر، أي المدنيين، فقد علت صيحات الذعر من كلّ أرجاء الدوار، واندفعوا في جميع الاتجاهات نحو الأزقّة التي تنتهي، أو تبدأ بالساحة ليتواروا فيها، إلا أنّ البعض الآخر اختبأ في المحلاّت والدكاكين... ولكن هناك من سقط وأصيب.
 
وبسبب عدم معرفة الجنود لمصدر الرصاص، فإنّهم لم يحددوا المكان المناسب الذي يجب أن يكمنوا أو يحتموا فيه... سائق الدورية اختبأ وراء سيارة، ولكن في الجهة المقابلة لعمر، الذي لم يجد أي صعوبة في التصويب عليه... وبسرعة أطلق عليه رصاصة أصابته في رأسه. وقبل أن يطلق الجنديين النار نحو المكان الذي صدرت منه الرصاصة، خرج بسرعة من السيارة، مختلطاً بعشرات الأشخاص الذين ينتقلون من مكان لآخر، ليتحوّل من الجهة الجنوبية إلى الشمالية للدوّار... وما كاد أن يبعد عشرة أمتار، حتى انطلقت عشرات الرصاصات لتخترق سيارته من جميع الاتجاهات، وبعد قليل انفجرت مُحدثةً دويّاً شديداً، ولهباً أحمر ليعقبه دخان أسود. وعلى إثره انهار الزجاج من عشرات العمارات التي تصطف حول الساحة ليتساقط فوق رؤوس المارّة، أو بعبارة أدقّ الفارّين، ليقع مزيدٌ من الجرحى ... وفي أثناء ذلك كان عمر قد استطاع أن يعكس مكانه ليكون في الجهة المقابلة، أي الشمالية للدوّار.
 
أصبح الجنديان قبالته، وعلى بعد 30 متراً تقريباً، كانا لا يزالان مستمرين في إطلاق الرصاص على السيارة بشكل متواصل، بل هستيري، رغم أنّها انفجرت. لم يكتشفا وجوده... لم يبق معه سوى رصاصة واحدة... لم يفكر كثيراً ماذا يعمل، استمرّ في الاقتراب من الجنديين اللذين كانا يديران له ظهريهما، أصبح على مسافة 15 متراً فقط... اقترب أكثر وأكثر قبل أن يطلق الرصاصة الوحيدة التي لا تزال في البندقية... لا يحتاج إلى عناء كبير للتصويب بل لا يحتاج إلى المنظار من هذه المسافة... صوّب على أحدهما فانفجر رأسه كالبطيخة، وتناثر مخّه على زميله الذي تجمّد من هول المفاجأة، لا سيما وهو يشاهد عمر يندفع نحوه بسرعة، وبتصميم شاهراً سلاحه... وعندما لم تعد تفصلهما سوى مترين أو ثلاثة فقط، تناول البندقية من مقدمتها، وبكل قوّة ضربه بأخمصها على رأسه... ترنح الجندي وسقطت خوذته وبندقتيه أرضاً... استلّ عمر خنجراً وأمسك بشعر رأسه الطويل، ووجه له طعنات عدّة في رقبته ووجهه وصدره:
 
- هذا من أجلك يا أخي سعيد... هذا من أجلك يا أختي نورا، كان يردّد في كل مرّة يوجّه طعنة له...

الصفحات