قراءة كتاب إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

إلى الغرب من نهر الأردن ج 2 / لهيب خان التجار

تعكس رواية "لهيب خان التجار"، وهي الجزء الثاني من ثلاثية  "إلى الغرب من نهر الأردن"، أحداث الانتفاضة الثانية، التي انطلقت مع بداية هذا القرن، أي عام 2000، لتنتهي بوفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
ما إنْ وصل الدوّار حتى بحث عن السيارة التي أعدّت ليكمن فيها ويطلق منها النار على الجنديين، وجد أنّها في مكانها المُحدد... كان ما يزال هناك متّسعاً لبضع دقائق قليلة، فالمصفّحة لم تصل بعد. حسب الخطة التي وضعها مع أبي عائد، يجب عليه وزميله أن يستغلّ الفوضى التي تحصل بعد إطلاق النار، حيث سينقلب الدوّار رأساً على عقب، ليهرب مع ألوف الأشخاص الذين سيتركون محلاّتهم وبضائعهم، ويفرّون للنجاة بجلودهم.
 
- ماذا سيحدث للسكان إذا فشلت العملية، عندها قد يطلق الجنود النار كالمجانين على كلّ من يتحرك؟...ألن تسبب عمليته مقتل وجرح العشرات منهم؟ في حين أنّ عدوّه سيخسر أربعة جنود فقط ؟ تساءل وهو يراقب مجيء الدورية...
 
إلا أنّ هذا التساؤل الذي يعرف تماماً الإجابة عنه لم يقنعه كي يتراجع عن العملية، التي أصبح تنفيذها أكثر صعوبة؛ بسبب أنّ زميله الذي سيشاركه فيها، قد امتثل لأوامر أبي عائد، وبالتالي سيتضاعف عدد القتلى من المدنيين.
 
- التحرير له ثمن... ولن يرحل اليهود عن بلادنا إلا إذا اضطروا لذلك... ثمّ أنّ خسارة إسرائيل لأربعة جنود سيكون لها وقع على إسرائيل أكثر بكثير من قتل وجرح عشرات المدنيين الفلسطينيين... والأهم أنّ الجيش لن ينعم بعدها بالهدوء ، هكذا حاول إقناع نفسه، ونجح في ذلك.
 
حبس أنفاسه عندما وصلت الآلية الإسرائيلية في موعدها المقرّر... إلا أنّ المفاجأة التي لم يتوقعها أنّه كان هناك جندي خامس يتولى قيادة السيارة العسكرية، في حين كان يأتي دائماً أربعة، فيصعد ثلاثة، ويبقى عسكري واحد ينتظر إلى أن ينزل الجنود الأربعة، عندها يترك لهم السيارة، ويصعد لاحقاً بزملائه... ولكنّهم الآن خمسة وليس أربعة... هل يتخلى عن العملية؟
 
أدخل يده في جيب معطفه ليتحسّس رصاصة إضافية كان قد استطاع الحصول عليها خلسة، ليصبح معه الآن أربع رصاصات بدلاً من ثلاث، متجاوزاً بذلك القوانين أو الأعراف الاحترافية للقنّاصة، التي بموجبها على القناص أن يطلق رصاصة قاتلة، أو على الأكثر اثنتين قاتلتين، في كلّ مرّة ينفّذ عملية قنص، ثمّ ينسحب بسرعة وبهدوء قبل أن يفطن أحدٌ إليه... ولكن إطلاق أربعة عيارات نارية عمل انتحاري، لأنّ هويته قد تكشف... والأهم أنّ دقّة التصويب في الرصاصات التي تلي الأولى ستكون أقل، لا سيما الثالثة والرابعة. إلا أنّ عمر كان مُصمّماً على إتمام العملية مهما كان الثمن، لا سيما وأنّ صورة شقيقه سعيد بلعابه الذي لا ينفكّ عن السيلان لا تفارق خياله ، فعمليات التعذيب في السجون الإسرائيلية حوّلته إلى شبه إنسان، وجعلته مُحطّماً، ويبدو أبلهاً. في حين أنّ ما جرى لشقيقته نورا على يد رجل المخابرات الإسرائيلية" دافيد" ، تجعل الدّم يغلي في عروقه.

الصفحات