أنت هنا

قراءة كتاب الآثار السلبية للعولمة على الوطن العربي وسبل مواجهتها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الآثار السلبية للعولمة على الوطن العربي وسبل مواجهتها

الآثار السلبية للعولمة على الوطن العربي وسبل مواجهتها

كتاب " الآثار السلبية للعولمة على الوطن العربي  وسبل مواجهتها " ، تأليف عبد الرشيد عبد الحافظ ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2005 مما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 1

مقدمة

غدت (( العولمة )) أحد أهم المصطلحات التى ذاعت خلال العقد الأخير من القرن العشرين وحتى الآن - إن لم تكن أهم هذه المصطلحات على الإطلاق - فشغلت أذهان المفكرين ، والسياسيين، والاقتصاديين، وعلماء الاجتماع، والقانون ، وغيرهم ، فى أرجاء المعمورة . وأثارت جدلا واسعاً لم ينقطع بصورة مكثفة لم يسبق لها مثيل .
وقد حظيت هذه الظاهرة بالتناول من قبل الباحثين فى كل التخصصات والمجالات، على كل المستويات ، وأيضاً فى أحيان كثيرة من قبل غير المتخصصين ، حتى صار المصطلح مألوفاً ، لا يغيب عن ذهن أحد .
ولكن يبدو أن هـذا السـيل المتدفق من الكتابات والتناولات الأخرى لظاهرة (( العولمة )) قد ألقى بظلال كثيف حول هذه الظاهرة ، أفضى إلى كثير من سوء الفهم وأيضاً إلى كثير من الوهم .
وقد اختلفت الأنظار حول مفهوم (( العولمة )) باختلاف الزاوية والوجهة التى ينظر منها الباحث إلى هذه الظاهرة ، وباختلاف الموقع الحضارى والفكرى والأيديولوجى الذى ينطلق منه . وتراوحت وجهات النظر بين مؤيد لها بلا حدود أو تحفظ ، وبين رافض لها إلى أقصى مدى . وثمة من يتخذ موقفاً وسطاً يحاول فيه أن يوفِّق بين الوجود الموضوعى للظاهرة ، وإمكانية التحكم بها على نحو يمكن من جنى ثمارها وتجنب مخاطرها .
إن فهم هذه الظاهرة يقتضى التناول الموضوعى لها من خلال دراسة علمية تتعرف على حقيقتها وتجلياتها المتعددة ، ليتسنى بعد ذلك التعامل معها على نحو مناسب ، يسمح باقتناص إيجابياتها وأى فرص تتيحها ، وتحاشى سلبياتها .
وفى دراستنا هذه سنبدأ أولاً بالتعرف على ماهية العولمة ، ودراسة العوامل والأوضاع التى أفرزت هذه الظاهرة ، حيث إن كثيراً من ملامح هذه الظاهرة يرتبط بتلك الأوضاع التى أنتجتها . ثم نتناول هذه الظاهرة باعتبارها حقيقة موضوعية فى الواقع المعاصر ، ونحاول كشف أبعادها وتجلياتها العامة التى ستنتج عنها بالضرورة؛ كمحصلة للعوامل والظروف التى أفرزتها ، وذلك بصورة موضوعية لا تحمل موقفا محددا سلفاً منها . ثم نتناول بعد ذلك آثار هذه الظاهرة على وطننا العربى . وبطبيعة الحال سنتناول هنا دراسة هذه الآثار من وجهة نظر محددة ، وفق ما يمليه انتماؤنا إلى هذا الوطن بظروفه الخاصة المحددة .
وسنقتصر على دراسة الآثار السلبية للظاهرة ، وكيفية مواجهة هذه الآثار ، والحماية منها . وهو النطاق الذى حددناه لهذه الدراسة .
ولا يعنى حصر نطاق الدراسة فى الآثار السلبية للعولمة أننا قد حددنا موقفنا سلفاً منها ، أو أننا لا نرى جوانب إيجابية لها؛ بل كل ما فى الأمر أننا أردنا التركيز على الآثار السلبية للظاهرة وسبل الحماية منها . ومع ذلك يبقى المجال مفتوحاً لتناول الجوانب الإيجابية فى العولمة فى دراسات أخرى .
وبناءً على ما سبق تتحدد خطة هذه الدراسة : فنبدأ فى الفصل الأول بالتعرف على ماهية العولمة من خلال تعريف المصطلح والتمييز بينه وبين ما قد يشتبه به من مصطلحات ، وبيان الظروف التى أنتجت هذه الظاهرة ، والتجليات العامة لها المرتبطة بتلك الظروف التى أنتجتها ، ونتناول فى الفصل الثانى الآثار السلبية لهذه الظاهرة على مجتمعاتنا العربية ، ونخصص الفصل الثالث لبيان كيفية الحماية من تلك الآثار ، ثم نأتى إلى خاتمة الدراسة . سائلين المولى سبحانه وتعالى التوفيق والسداد .

الصفحات