رواية (سجينة القصر)؛ اصطدمت الطائرة المروحية بالانحناءات الصخرية للجبل المغطى بطبقات كثيفة من الثلج.
أنت هنا
قراءة كتاب سجينة القصر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أصبح صوت بانو خفيضاً الآن، ولم يعد باستطاعة إليزابيت أن تسمع الكثير مما يقال، لكن يبدو أنه كان يحاول تهدئة أعصاب السيد كومنتاروس. إلاّ أن ذلك لم يساعد في تهدئة أعصاب إليزابيت على الإطلاق. قد يكون السيد كريستيان كومنتاروس مالك ثروة طائلة وقادراً على تحمل مستوى معيشي يسمح له بالانعزال عن العالم والعيش في جبال ال بيلوبونيز، لكن ذلك لا يبرر تصرفاته. من الواضح أن تصرفاته سببها نفسيته المحطمة وحالته المزرية. إنها هنا لأن كريستيان كومنتاروس لم يستطع التعامل مع أي ممرضة من اللواتي أتين قبلها بسبب أعصابه الثائرة وغضبه الدائم.
ارتفعت الأصوات من جديد في المكتبة. استمعت إليزابيت -وهي تجيد اللغة اليونانية بامتياز- إلى المحادثة التي تدور بشأنها. كريستيان كومنتاروس لا يرغب بوجودها هنا، أما بانو وهو أحد كبار الخدم فأخذ يقنعه بأن ليس من التهذيب أن يطلب من الممرضة الرحيل من دون أن يقابلها. لكن السيد كومنتاروس قال إنه لا يكترث للتصرف بتهذيب.
التوى فم إليزابيت حين سمعت الخادم يقترح تقديم العصير لها، لكن ابتسامتها الملتوية اختفت بسرعة حين أجابه كريستيان أن ممرضات مركز الرعاية البدينات لا يرفضن تناول أي شيء يقدم إليهن، وربما تود الأنسة هاتشت أن تستفيد من تناول وجبة طعام كاملة.
أصر بانو قائلاً: "أحضرت الآنسة هاتشت معها حقيبة وأمتعة، وهي تنوي البقاء".
- البقاء؟!
- نعم سيدي.
لم يكن باستطاعة نبرة صوت الخادم اليوناني أن تحمل المزيد من الاعتذار، لكن كلماته جعلت كريستيان يطلق المزيد من الشتائم.
- بحق السماء، بانو! دع بقايا الزجاج الآن، واذهب للتعامل معها. زودها بعربة، وأحضر لها حماراً. قم بذلك الآن.
- لكنها أتت من لندن...
- لا يهمني إن كانت قد أتت من القمر. ليس من شأنها القدوم إلى هنا. تركت لها رسالة مع شركة التأمين. تلك المرأة تعرف تماماً أنني لم أطلب منها المجيء، وليست مشكلتي أنها أضاعت وقتها.
بمناسبة ذلك الحديث فكرت إليزابيت وهي تفرك رقبتها للتخلص من الألم أنها تضيع وقتها بالوقوف هنا. حان الوقت لتقدم نفسها له وتقطع ذلك النقاش. رفعت كتفيها، وأخذت نفساً عميقاً، ثم دفعت الباب الطويل لينفتح. أصدر كعبا حذائها المنخفضان طقطقة خفيفة على الأرض الخشبية فيما دخلت إلى الغرفة.
- مساء الخير، سيد كومنتاروس.
جالت بعينيها بسرعة على النوافذ وعلى طاولة القهوة وعلى الجرائد المكدسة فوق طاولة موضوعة في الزاوية. لابد أنها متراكمة منذ أشهر، ولم يقم أحد بقراءتها بعد.
- أنت متطفلة، ومسترقة للسمع!
قال كريستيان ذلك من كرسيه المتحرك، فيما الغضب والسخط باديين بوضوح في صوته