رواية (سجينة القصر)؛ اصطدمت الطائرة المروحية بالانحناءات الصخرية للجبل المغطى بطبقات كثيفة من الثلج.
أنت هنا
قراءة كتاب سجينة القصر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
يقع المطبخ الحجري في قبو داخل البرج. وجدت هناك الخادم والطباخة ومدبرة المنزل مجتمعين حول طاولة حجرية تعود للعصور الوسطى. كانوا يجرون حديثاً شيقاً فلم يتنبهوا لدخول إليزابيت. وعندما أدركوا أنها أصبحت هناك صمت الثلاثة، واستداروا ليواجهونها بتفاوت في حرارة الاستقبال.
لم تتفاجأ إليزابيت. أولاً، لأنها -بعكس جميع الممرضات السابقات- ليست يونانية. ثانياً، لأنها بالرغم من كونها أجنبية فهي تتكلم اليونانية بطلاقة. ثالثاً، لأنها لم تظهر أي اهتمامٍ متميز برئيسهم لمجرد أنه رجل يوناني ثري وذو سلطة كبيرة.
قالت محاولة التغاضي عن الترحيب الجليدي: "مرحباً! أعتقد أن بإمكاني تقديم المساعدة في ما يخص غداء السيد كومنتاروس".
تابع الجميع التحديق بها إلى أن قام بانو بالتكلم: "السيد كومنتاروس لا يتناول الغداء".
- هل يتناول فطوراً متأخراًً؟
- لا! القهوة فقط.
- إذاً، متى يتناول الطعام؟
- لا يأكل إلا في المساء.
- فهمت. وهل يأكل جيداً في المساء؟
عبست إليزابيت بينما راقبت الموظفين الثلاثة وهي تتساءل منذ متى هم يعملون في خدمة كريستيان كومنتاروس، وكيف يتعاملون مع مزاجه السيء.
أجابت الطباخة القصيرة وهي تمسح يديها بمئزرها الأبيض: "أحياناً. لكنه بالكاد يأكل شيئاً في أحيان أخرى. في السابق كان يتمتع بشهية على الطعام فيأكل السمك والموساكا والدولما والجبنة واللحمة والخضار، لكن ذلك كان قبل الحادث".
هزت إليزابيت رأسها وهي سعيدة لأن أحدهم يعرفه من قبل وقوع الحادث. هذا جيد، فالوفاء علامة جيدة، لكن استخدام الوفاء بشكل خاطئ قد يعرقل مسيرة شفاء كريستيان كومنتاروس.
- سنبدأ بتقديم وجبة خفيفة له في الحال. ربما نعد سلطة هورياتيكي.
اقترحت إليزابيت السلطة اليونانية التي يفضلها الأوروبيون والأميركيون وهي عبارة عن جبنة فيتا مع البصل والبندورة والخيار مع زيت الزيتون والقليل من خل العنب المصنوع منزلياً.
- لا بد من وجود مكان مشرق في الخارج حيث بإمكانه الاستمتاع بوجبته. يحتاج السيد كومنتاروس إلى التعرض لأشعة الشمس وتنشق الهواء النقي...
- عذراً سيدتي، لكن الشمس تزعج السيد كومنتاروس.
- هذا لأنه يقضي الكثير من الوقت في الظلام. سيفيده الضوء كثيراً. تحرك أشعة الشمس غدده النخامية، وتساعده على التخلص من اكتئابه ما يعجل عملية الشفاء. لكن بما أنني لاحظت أنه يمضي معظم الوقت في الداخل بإمكاننا تقديم الطعام اليوم في مكان ظليل. أعتقد أنه يوجد مكان مسقوف على الشرفة.
أجابت الطباخة: "نعم، سيدتي. لكن السيد كومنتاروس لن يقبل بالخروج".
- آه! بل سيفعل.
ابتلعت إليزابيت ريقها، واستجمعت كل ما لديها من تصميم. علمت أن كريستيان سيخرج في النهاية، لكن ذلك سيحدث بعد صراع طويل.
جلس كريستيان في المكتبة، وأصغى إلى صوت خطوات الممرضة الانكليزية وهي تبتعد متوجهة نحو المطبخ، وبعد دقائق طويلة سمعها وهي عائدة. رفع رأسه وهو ينظر إلى الفراغ بما أنه لا يرى سوى الظلمة منذ وقوع الحادث، أي منذ أربعة عشر شهراً وأحد عشر يوماً.