رواية (سجينة القصر)؛ اصطدمت الطائرة المروحية بالانحناءات الصخرية للجبل المغطى بطبقات كثيفة من الثلج.
أنت هنا
قراءة كتاب سجينة القصر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
للحظة شعرت إليزابيت أن كريستيان يبتسم. في الواقع ابتسامته تلك جعلت إليزابيت تشعر بالسخط الشديد. اقترب منها أكثر، وتابع يقول: "لكن بعد رحيل كاليستا بدأت ترسلين لي الممرضات العجائز كي تعذبيني... كي تعاقبيني على ما هو في الحقيقة ذنب كاليستا، ولا تقولي إنهن لسن عجائز. صحيح أنني أعمى، لكنني لست غبياً".
ارتفع ضغط دم إليزابيت مجدداً، وقالت: "أرسلت إليك ممرضات ناضجات، لكنهن مدربات بشكل ممتاز ومهيئات للعمل الصارم".
- إحداهن كانت رائحتها كرائحة محل لبيع السجائر، وأخرى كرائحة محل يبيع السمك. أنا واثق أن واحدة أخرى بدت كأنها تعمل على متن سفينة حربية.
- أنت تهين ممرضاتي!
- أنا أتكلم بصدق. أنت استبدلت كاليستا بحارسات سجون.
ازداد غضب إليزابيت، وشدت شفتيها معاً. كريستيان كومنتاروس محق تماماً. بعد معاناة المسكينة كاليستا عمدت إليزابيت إلى تعيين ممرضات كبيرات في السن لا يتجاوبن مع إغوائه، إنما يقمن بالاعتناء به فقط. أدركت أنه يحتاج إلى العناية المميزة جداً. ابتسمت ابتسامة باهتة وهي تشعر بالقليل من التسلية. قد يكون كريستيان عاجزاً عن المشي وفاقداً للبصر، لكن عقله يعمل بشكل ممتاز.
كانت لاتزال تبتسم وهي تدرس حالته بقلة صبر مدركة خطورة جراحه والأشهر الطويلة المؤلمة من إعادة التأهيل. إنه محظوظ للنجاة من حادث مروع كالذي تعرض له. يمكن للجرح الذي أصاب رأسه أن يحدث تأثيرات جمة في الدماغ، لكن لحسن الحظ أن عقله بقي سليماً. بإمكانه أن يسير من جديد، لكن مسألة استعادة البصر بقيت غير مضمونة. في بعض الأحيان يقوم الدماغ بشفاء نفسه وفي أحيان أخرى لا يفعل. لكن الوقت والعلاج المستمر هما اللذان يقرران. أجبرت إليزابيت نفسها على التكلم بحماس وهي تقول: "حسناً! أصبح ذلك كله من الماضي الآن. لقد تخلصت من الممرضات مصارعات الثيران، وأنا هنا الآن...".
- وأنت على الأرجح أسوأ منهن جميعاً.
- بالفعل! أنا كذلك. يقول الجميع إنني أسوأ كابوس قد يصيب أي مريض.
- إذاً، بإمكاني مناداتك الممرضة كراتشيت؟
- إن أردت ذلك، أو بإمكانك مناداتي الممرضة هاتشت، وسأرد بجميع الأحوال.
جلس كريستيان بصمت، والحذر يزداد في تعابير وجهه. شعرت إليزابيت بالابتسامة ترتفع على جانبي فمها. لم يستطع هزمها. إنها تعلم تماماً كيف يفكر اليونانيون الأثرياء. سبق أن تزوجت بأحدهم.
- حان وقت التحرك، وأول أمر سنبدأ به هو وجبة الطعام. أعلم أن الوقت متأخر، لكن هل تناولت الغداء؟
- لست جائعاً!
أقفلت إليزابيت دفتر الملاحظات، وأعادت القلم إلى حقيبتها الجلدية.
- أنت بحاجة إلى تناول الطعام. جسدك بحاجة إلى الغذاء. سأحاول إعداد وجبة خفيفة.
تحركت نحو باب المكتبة وهي غير مستعدة لتضييع الوقت بالنقاش.
حرك كريستيان كرسيه إلى الأمام، فاصطدم بالأريكة من دون قصد. ظهر الغضب في كل زاوية من وجهه، وقال: "أنا لا أريد أن آكل...".
- بالطبع لا. لماذا تأكل بينما أصبحت مدمناً على الأدوية المسكنة للألم؟
أظهرت إليزابيت ابتسامة شديدة لم يستطع كريستان رؤيتها، وتابعت تقول: "الآن اعذرني. سأرى ما يمكننا إعداده لإطعامك".