رواية (سجينة القصر)؛ اصطدمت الطائرة المروحية بالانحناءات الصخرية للجبل المغطى بطبقات كثيفة من الثلج.
أنت هنا
قراءة كتاب سجينة القصر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
بالكاد نظرت إليزابيت نحوه. توجهت نحو الطاولة المليئة بالأدوية التي وصفت له، وقالت: "أنت تصرخ سيد كريستيان، لذا ما من داعٍ لاستراق السمع. أما بالنسبة لكوني متطفلة فربما أكون كذلك لو لم أكن هنا بسبب المهمة التي أوكلت إلي وهي الاهتمام بك".
أخذت إليزابيت إحدى علب الدواء لتقرأ الوصفة، ثم حملت علبة أخرى. أول أمر قد يخطر ببال مسؤول طبي هو أن يعرف ما هي الأدوية التي يتناولها المريض.
ارتعد جسد كريستيان في كرسيه المتحرك وهو يحاول اللحاق بمصدر الصوت ليفهم تحركاتها. كانت عيناه مغطاتين بضمادة بيضاء تلتف حول رأسه، فيما تعاكس اللون الأبيض مع لون شعره الأسود.
- استغنيت عن خدماتك مسبقاً.
- تم رفض طلبك، ولست أنت من يقرر في هذا الأمر الآن.
أجابته إليزابيت بذلك وهي تعيد علب الدواء إلى الطاولة لتراقبه. أظهرت الضمادة المربوطة حول عينيه شكل وجهه وتقاسيمه. بدت عظام وجنتيه بارزة، أما ذقنه فقاسية وفكه القوي مغطى بلحية سوداء خشنة. مما يبدو الآن، لاشك أنه لم يحلق ذقنه مذ غادرت الممرضة السابقة.
انحنى كريستيان ببطء في كرسيه، وقال: "من الذي يقرر إذاً؟"
- معالجوك الفيزيائيون.
- معالجي الفيزيائيون؟
- نعم! نحن على اتصال يومي بهم سيد كومنتاروس، والأشهر الأخيرة جعلتهم يشككون بقدراتك العقلية.
- لاشك أنك تمزحين!
- على الإطلاق! هناك نقاش يدور حول نقلك للاهتمام بك بشكل أفضل في...
- اخرجي من هنا!
صرخ كريستيان وهو يشير بإصبعه نحوالباب: "اخرجي الآن".
لم تتحرك إليزابيت بل أحنت رأسها لتراقبه عن كثب. بدا منظره مشعثاً ورثاً بعكس ما كتب عنه في السابق بأنه رجل ثري أنيق، يملك القصور والأراضي في جميع أصقاع الأرض، وبأن لديه عشيقة جميلة في كل مكان يملكه.
- إنهم يشعرون بالقلق عليك، وكذلك أنا. أنت بحاجة إلى المساعدة.
- هذا محال. لو كان أطبائي قلقين بشأني لأتوا إلى هنا، أما أنت فلا تعرفينني. لا يمكنك أن تأتي وتطلقي الأحكام بعد دقيقتين من المراقبة.
- بل أستطيع، لأنني أتابع حالتك منذ اليوم الأول... منذ أن خرجت من المستشفى. لا أحد يعرف أكثر مني عنك وعن الاهتمام اليومي بك. لو أنك كنت هكذا من قبل لاعتقدنا أن تصرفاتك هذه هي جزء من شخصيتك، لكن اليأس أمر جديد...
- لست يائساً. أنا متعب فقط.
- إذاً دعنا نتعامل مع ذلك. هل هذا ممكن؟