أنت هنا

قراءة كتاب أتحداك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أتحداك

أتحداك

رواية (أتحداك)؛ نظرت آمي إلى انعكاس صورتها في المرآة، وألقت على نفسها محاضرة حازمة ومطولة: عليها أن تعمل جاهدة على تجنب روكو قدر المستطاع.

تقييمك:
4.25
Average: 4.3 (4 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

قطب روكو جبينه وعلق: "اعتقدت أنني التقيت بكل الأشخاص الذين لديهم صلة بالشركة، لكن لا أظن أنني سمعت باسمها".
- هذا لأنها لا تعمل في هذا المبنى. لديها مكتب بالقرب من بيرمنغهام، فهي في حركة دائمة طوال الوقت من أجل مراقبة الأمور في وسط المدينة.
- ما هي وظيفتها في الشركة؟
- إنها... حسناً! هي واحدة من المدراء المنفذين.
- ألم أطلب منك أن تعرفني على كل المدراء المنفذين؟
- أجل... صحيح. قلت لي ذلك، لكنها لم تستطع الحضور البارحة...
- لماذا؟
بدا صوت روكو منذراً بالسوء من شدة نعومته وهو يتابع: "هل قدمت تقريراً طبياً بسبب المرض أم أنها خارج البلد؟"
مرت عدة لحظات فكر ريتشارد نيوتن خلالها بجدية أن يختار العذر الصحي، لكنه قال: "قالت إنها منشغلة".
- قالت... إنها... منشغلة!
وجد روكو من الصعب عليه أن يصدق ما سمعته أذناه. لقد أصدر أوامره بوضوح كلي منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماه الشركة، وهو معتاد على رؤية الجميع يطيعون أوامره بسرعة البرق بدون طرح أي سؤال، أما أن تتجاهل موظفة أوامره ببساطة لأنها منشغلة، فهذا يتخطى حدود تفهمه.
- بالكاد تتوقف آمي عن العمل!
بذل ريتشارد مجهوداً إضافياً في محاولة يائسة ليتفادى القذائف الموجهة إليه بدون رحمة، والتي شعر بها من خلال تعابير وجه روكو. تابع قائلاً: "إنها تعمل الآن على مشروع ضخم جداً".
- وهل هذا المشروع الضخم هو من النوع الذي لا يجني أي أرباح؟
أجاب بصوت خافت كأنه يعتذر: "مركز المجموعة في منطقة فقيرة جداً في وسط المدينة".
شعر روكو أن صبره المشدود بدأ ينفد، فهذا حدث غير طبيعي في حياته. في ذلك المكان الراقي الذي يعيش فيه، توفر له السلطة والقوة ثقة بالنفس لا نظير لها، تجعله يتعامل مع الزمر الضعيفة ببرودة كاملة. كما أن اتفاقات بقيمة ملايين الدولارات لا تفقده صبره، بل تثير فضوله المهني وذكاءه الحاد. كل شيء يأخذ مكانه ببساطة من خلال عمله الهادف الدقيق. أما أن تختار امرأة بمركز شبه عادي أن تتجاهل دعوته لأنها لم ترغب في إزعاج نفسها، فهي فكرة تجعل أسنانه تصطك من شدة الغضب.
مال إلى الأمام واضعاً مرفقيه على المكتب، وقال: "ها أنا أسند إليك عملاً صغيراً، سيد نيوتن. ستتصل هاتفياً بالآنسة هوغان ما إن تخرج من هذا المكتب وتقول لها إنني سأذهب لزيارتها بعد ظهر هذا اليوم، وأتوقع أن تكون بانتظاري في مكتبها مهما كانت منشغلة عند الساعة الثالثة بالتحديد. وإن لم تكن هناك، بإمكانك أن تؤكد لها أن رأسها سيوضع في المقصلة بدون أي شك".
فتح ريتشارد نيوتن فمه ليعلن أن صرف الإداريين يتم من خلال اجتماع لمجلس الإدارة، ثم أقفله قبل أن يتمكن من التلفظ بكلمة واحدة، فهذا الرجل لا يمكن التعامل معه بالقواعد العادية. إنه قانون بحد ذات. هز برأسه وخرج من الغرفة وهو يشعر بارتياح عميق لابتعاده عن روكو، فيما أخذ هذا الأخير بالتفكير ملياً بأمر لم يواجهه من قبل. لو أن هناك أي نوع من الاتصال بينه وبين والده، لوصل إلى هنا وفي جعبته بعض التوقعات عما سيصادفه. كما حدث في الماضي تماماً، حين قاده العداء بينهما إلى البحث عن نجاحه في الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. وصل إلى إنكلترا اليوم ولا فكرة لديه كيف يتم العمل في شركة والده، ولا يعلم حتى إن كان عمله ناجحاً أم لا. مرر أصابعه في شعره وضغط على الزر الذي يصله بالسكرتيرة، فطلب منها أن تستدعي سائقاً ليوصله إلى مكتب هوغان في وسط المدينة. أمضى ما تبقى من الصباح وهو يطلع على جداول الربح والخسارة، ويستجمع المعلومات عن الكومبيوتر، وفي الوقت ذاته يتصل بمكاتبه عبر الأطلسي من خلال جهاز الكومبيوتر النقال. توقف عن العمل عند الساعة الثانية عندما قاطعته السكرتيرة لتخبره أن السائق قد وصل.

الصفحات