رواية (أتحداك)؛ نظرت آمي إلى انعكاس صورتها في المرآة، وألقت على نفسها محاضرة حازمة ومطولة: عليها أن تعمل جاهدة على تجنب روكو قدر المستطاع.
أنت هنا
قراءة كتاب أتحداك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
- لا، لم تفعل. كيف حال والدك؟ بالمناسبة يا صديقي، اسمي فريدي. آسف، لكن لا يمكنك إلا أن تكون حذراً في هذه الأماكن.
مدّ فريدي يده من جديد، وتفاجأ روكو من قوتها وهو يصافحه.
سُمع صوت منخفض، أجش يتصف بالمرح يقول: "أرى أنك قابلت فريق عملي".
رفع روكو نظره ليرى امرأة تقف عند إطار الباب، وهي مرتدية ثياباً عادية مثل كل شخص هنا، سروال جينز وقميصاً قصيرة الكمين مخططة، وحذاء رياضياً خفيفاً.
- أنا آمي هوغان، ولا بد أنك ابن أنطونيو.
النعومة التي ظهرت في صوتها عندما ذكرت اسم والده حركت شيئاً ما في أعماقه. قابل روكو ابتسامتها السخية بابتسامة مقتضبة منه. إنها رشيقة القد. شعرها بني اللون منسدل على كتفيها. عيناها واسعتان بنيتا اللون، وهناك القليل من النمش حول أنفها الصغيرالمستقيم. تساءل ما الذي تملّك والده حتى وظف امرأة تبدو يافعة جداً لتهتم بمبالغ من المال تجعل الكثيرين يتخبطون بها! ما الذي جعله يندفع لتلبية ما ترغب به؟ مركز للرعاية هنا، وملجأ هناك، وحديقة عامة في مكان آخر. عليه التأكد من أوراقها ومؤهلاتها. قال وهو يسير نحوها: "ربما بإمكاننا الجلوس في مكان ما لنتكلم".
- يقع مكتبي في القسم الخلفي.
يا إلهي! كم هو فارع الطول. اضطرت آمي إلى رفع رأسها لتتمكن من النظر إليه. إنه طويل ووسيم بشكل لا يصدق. أجبرت نفسها على إبعاد نظرها عنه وإلا ستخاطر بالتحديق به بلا خجل. إنه أسمر البشرة، ذو شعر أسود داكن، وعيناه زرقاوان ثاقبتا النظرات. رسمت آمي أكبر ابتسامة على وجهها قبل أن تسأله: "هل ترغب في شرب شيء ما؟ شاي أم قهوة؟ في الواقع، عليك أن تحذف القهوة، فقد نفدت منذ عدة أيام ولم يتمكن أحد منا من إحضار المزيد. لذا لديك الشاي أو الماء".
- لا بأس. أنا هنا فقط من أجل حديث قصير، بعد ذلك سأرحل على الفور.
رفعت آمي كتفيها، وسارت أمامه نحو مكتبها الذي هو مجرد غرفة أخرى أصغر من الأولى لكن وضعها مشابه لها. مهما يكن، هناك مكتب سارت لتجلس وراءه، وهناك عدد من الكراسي، حيث أشارت إلى واحدة منها ليجلس روكو عليها.
بدا وكأنه يقزّم الغرفة، ما جعلها تشعر بإحساس مربك ومقلق. الطريقة المتأنية التي راح ينظر بها حوله في الغرفة قبل أن يقوم بتركيز انتباهه عليها أثارت ارتباكها. هذا أمر مثير للدهشة، فالعمل الذي تقوم به يجبرها على الاتصال برجال هم فعلاً مثيرون للارتباك أكثر من روكو لوسي.
سألته آمي: "بماذا يمكنني أن أخدمك؟"
ابتسمت له بتهذيب مع أنها شعرت بأن ابتسامتها تلك تكاد تتحول إلى ابتسامة قلقة.
- طلبت منك أن تكوني في مكتب والدي البارحة؟
- أعلم. آسفة بشأن ذلك، لكنني كنت منشغلة جداً ولم أتمكن من إيجاد الوقت الكافي لأذهب. كيف حال والدك؟ شعرنا كلنا بالقلق عندما علمنا أنه أصيب بذات الرئة. أخبرني أنه يشعر ببعض التعب لكننا أصبنا بصدمة كبرى عندما علمنا أنه نقل إلى المستشفى. حاولت رؤيته في المستشفى عدة مرات، لكنه ما زال ضعيفاً جداً. فكرت أن حضوري لن يفيده بشيء.
- لنوضح أمراً مهماً، آنسة هوغان. أنا سأبقى هنا لأقل وقت ممكن، وأثناء الوقت الذي سأمضيه هنا، أتوقع التعاون من كل عنصر من فريق عمل والدي. وهذا يشملك أنت، مهما كان مركز عملك بعيداً عن الشركة.
توقفت آمي عن الابتسام وقابلت تحديقه بها بنظرة غاضبة.
- من فضلك اقبل اعتذاري. والآن، ربما يمكنك أن تخبرني بما تريده مني.
بدا ريتشارد غامضاً وهو يحدثها عن زيارة روكو، لكنه أنذرها بشرٍ ما، وهي لم تضغط عليه لتستوضح ما قصده. افترضت أنه يريد أن يلقي نظرة سريعة على المشاريع التي عملت عليها مؤخراً أو تلك التي تتولى القيام بها في الوقت الحاضر، لكنها أدركت الآن بانزعاج أن تفاؤلها هو مجرد أوهام طفولية.
- أريدك أولاً أن تخبريني ما هي مؤهلاتك العلمية.
- أستميحك عذراً؟