رواية (أتحداك)؛ نظرت آمي إلى انعكاس صورتها في المرآة، وألقت على نفسها محاضرة حازمة ومطولة: عليها أن تعمل جاهدة على تجنب روكو قدر المستطاع.
أنت هنا
قراءة كتاب أتحداك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مال إلى الأمام ووضع مرفقيه على المكتب متابعاً: "المشروع الصغير الأخير الذي قمت به بدا وضيعاً، فهو لا يتعدى الخمسين ألف جنيه إلا قليلاً، مقارنة بما تبقى من مشاريعك".
- هذا المبلغ يبقى مجرد نسبة قليلة جداً مقارنة بالأرباح الإجمالية لشركة لوسي للبناء.
أشارت آمي إلى ذلك، محاولة أن تهدئ من اضطراب أعصابها التي تتراقص في جسمها.
- لطالما كان التوافق يتم...
- أنا سعيد جداً لأنك استعملت صيغة الفعل الماضي. دعيني أضعك في الصورة، آنسة هوغان. سأبقى هنا طوال الأشهر الستة القادمة، حتى بعد أن يشفى والدي تماماً. فقد أوصى الأطباء بألا يعود إلى العمل بدوام كامل. سأعمل على التأكد من أن الشركة تسير بالطريقة التي أريدها قبل سفري، ولن أتركها إلا بين إيدي من أحكم على جدارتهم في تولي زمام الأمور.
قالت آمي بصوت ضعيف: "ستة أشهر؟"
- على الأقل!
- أليس لديك أعمال أخرى عليك القيام بها؟ ماذا عن شركتك في نيويورك؟ ألا يفترض بك العودة بسرعة إلى هناك؟
- على العكس من هذه المؤسسة، بإمكاني الاتصال بشركتي في أميركا بسهولة. لدي أشخاص هناك قادرين على تحمل المسؤولية في غيابي. كما أن هناك طائرات يمكنها أن توصلني إلى أميركا في غضون ساعات إن احتجت إلى التواجد هناك".
- أنت في منتهى الكفاءة.
قطب روكو جبينه وعلق: "الكفاءة هي أساس العمل الناجح، وهذا يوصلني مباشرة إليك".
تراجع ليجلس بارتياح على كرسيه، فيما استمر في النظر إليها بعناية واهتمام.
- أنا كفوءة جداً بما أقوم به.
- ربما ما تقولينه صحيحاً، لكن مستوى كفاءتك ليست المعضلة الحقيقية هنا. أليس كذلك؟ أنت ماهرة جداً في ما تفعلينه. لكن ببساطة، ما تفعلينه لا يُدخل مالاً إلى الشركة.
- هناك أمور مهمة في الحياة لا تتعلق بجني الأموال.
ظهرت بقعتان من الغضب على خديها، ووجدت نفسها تميل إلى الأمام وقد حولت يديها إلى قبضتين من الفولاذ وهي تتابع: "أنا شخصياً أجد من المؤسف أن يركز المرء في حياته على جني المال فقط. ما الذي تفعله بكل المال الذي تملكه، سيد لوسي؟ تجمعه في حسابك المصرفي، ثم تمضي الليالي وأنت تمتدح نفسك، وتربت على ظهرك سعيداً ومعتداً بأنك ولد ذكي؟"
نظر روكو إلى الوجه ذي الملامح الجدية الذي يحدق به بعناد، وشعر بذلك الاحساس من جديد، الاحساس المفاجئ بالنشاط. كأنه يتذوق شيئاً ما يملؤه قوة وهو لم يذقه منذ وقت بعيد. منذ بدء العمل في شركته، حيث كانت الشكوك توازي ثقته بنفسه. بعدئذٍ أصبح النجاح أمراً عادياً له، واكتشف أنه أصبح محاطاً بأشخاص يعملون مثله لأهداف واضحة. لم يعارضه أحد لأن قوته الظاهرة وتأثيره القوي جعل منه شخصاً لا يقهر ولا يقاوم.
قال بصوت عميق: "آه! يمكنني أن أفكر بطرق أكثر جاذبية لإمضاء الليالي".
شعر بالمرح عندما تورد خداها بعد أن لاحظت المعنى الحقيقي لما قاله. الاحساس بالانجذاب نحو الجنس الآخر سيطر عليها وكأن قطاراً سريعاً دهسها. للحظات قصيرة طار بها خيالها وصور لها أحداثاً أجبرت نفسها بقوة أن تبعدها عنها. إنه حقاً رجل جذاب جداً! اعترفت بذلك في سرها وهي ترتجف. لاحظت شعره الأسود وتلك الأهداب الكثيفة الداكنة التي تخفي جمال عينيه، وفمه الأنيق. رمشت بعينيها وجلست مستقيمة أكثر على كرسيها. بحزم أكيد أعادت النقاش من جديد إلى الأعمال قائلة: "ماذا تنوي أن تفعل، سيد لوسي؟ لدي فريق من خمسة أشخاص متفانين جداً، وجميعهم مرتبطون بما يفعلونه. اثنان منهم متزوجان، وهما بحاجة للأجر الذي يتقاضيانه. حسناً! الجميع بحاجة إلى المال إن أردت الحقيقة.