أنت هنا

قراءة كتاب الدعم وحماية المستهلك في ظل العولمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدعم وحماية المستهلك في ظل العولمة

الدعم وحماية المستهلك في ظل العولمة

كتاب " الدعم وحماية المستهلك في ظل العولمة " ، تأليف إبراهيم الأخرس ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2008 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
2
Average: 2 (1 vote)
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 2

هذا الكتاب هو حصيلة حصاد استراتيجية فكر نظرى وواقع عملى خلال عقدين من الممارسة العملية فى قطاع التموين والتجارة الداخلية ، وبحكم دراستى الأكاديمية كباحث فى النظم السياسية والاقتصادية أردت من وراء هذا العمل تطبيق منهجى الأكاديمى على واقع وصميم عملى ، مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك فارقاً كبيراً بين من يمر بأشجار الغابة واحدة واحدة وبين من يفتح عينه على الغابة كلها مرة واحدة .

لذا فسوف أحاول من خلال هذا الكتاب الوصول إلى قدر كبير من الدلائل والقرائن القائمة على الشرعية البحثية والمنهجية العلمية ، ولا أزعم ، ولا أدعى بأننا نمتلك الحقيقة أو نحتكرها . فقد يبدأ الفرد فى نقد ذاته أو مجتمعه وهذا مباح إذا كان هذا النقد بناءً ، فالنقد يعد أداة بناء عرفها العقل البشرى منذ القدم ، فهو يعنى عدم كمال الإنسان ولا يسعه أن يبلغ الكمال مهما حرص ، فتارة ما يتقدم للإمام وكثيراً ما يتأخر ، ومن الملاحظ أن النقد البناء دليل قاطع على عمق الصلة والانتماء والإخلاص والمحبة بين الفرد وأمته ، فكلما تعقد المجتمع وازدادت المشكلة اشتدت حاجتنا إلى فهم أنفسنا فهماً صحيحاً بصورة أوسع وأعمق .

ومن الأهمية بمكان فإن أمانة العلم وخطورة القضية أهم من ضيق البعض أو إحراجه ، لذلك يستوجب علينا أن نكون أصحاب دعوة صادقة حتى يتضح الأمر أمام متخذ القرار ، ففى معرض الهزل والتسلية تضيع الكثير من الحقائق ، وبين الضجر والنفور ينكمش العلم ، وعندئذ تكون النتائج وخيمة العواقب فلا يكتوى بنارها إلا من يمر بالتجربة أو يشتوى بلهيبها .

خروجنا من الكبوة فى ظل العولمة لم يعد يجدى بالخطب أو الشعارات أو من خلال الضجيج والصخب والهتافات ولا يكون بحرق الرايات والبيارق والدميات، ولا برفع الأعلام والرايات الحمراء أو الصفراء أو الزرقاء ، وإنما بالعلم والعمل بإخلاص والإيمان وإعمال العقل فى فهم النص ، والأخذ بالأسباب ، فقوة الاقتصاد لا تأتى من ميراث الأجداد ولا تهبط على الأمم من السماء ، لذا يجب أن تضع الدولة يدها فى أيدى أبنائها المخلصين لكى توفر لهم الإمكانات ليتقدموا بها إلى أعلى الدرجات بدلا من مقولة كله تمام ، وفى النهاية تكون النتيجة صفر فى تنظيم المونديال .

وعذراً على إلغاء بعض السقوف أو تخطى بعض الخطوط أمام حماس شباب يسعى إلى الإصلاح من خلال صدق الهدف ونزاهة القصد ، وعذراً لبعض التجرد ، لأننا يجب أن نعيش أو نتعايش مع كل همومنا بصدق وأمانة الكلمة (كلمة الحق ) التى عــزت على أن تُنطق ، لأن آخر ما يحلم به صاحب الكلمة أن يقول كلمة حق ، فهذا فكر استراتيــجى نظرى مع واقع عملى ليس للنفس فيه أهواء أو نصيب .

لذلك يجب على كل فرد أن يفكر وأن يرى أو يعبر عن فكره بشتى السبل وأن يعمل على ترجــمة الرأى إلى واقع عملى ، من أجل إحداث حالة من التغيير حتى ولو وصل الأمر فى النــهاية إلى إلقاء حجــر صغير لتحريك مياه راكدة . فلقد حاول البعض الاقتــراب من الحقيقة وسبر أغوارها ، لأنه ليس هناك أفضل للباحث أيما فضل إلا عنــدما يصل إلى الحقيقة ، فالشىء بالشىء يذكر والأمانة العلمية تقتضى منا توضيح بعض الحقائق لأن كف البصر واللسان عنها لا يؤدى إلى اكتشاف المشكلات وكف القلم عن المشكلات لا يؤدى إلى إيجاد حلول ملائمة لها .

فلا يمكن أن نكون فى مطلع القرن الحادى والعشرين ونجد عشرات الأفراد يتزاحمون أمام المخابز فى طوابير للحصول على بضع لقيمات لسد صراخ البطون أو الوقوف أمام الجمعيات الاستهلاكية لساعات ، أملاً فى الحصول على كيلو لحم سودانى أو صومالى .

لقد أصبح يتــردد فى نفس الإنسان خافتاً أو هاجساً ، تحقيق الرفاهية والإشباع ، ولكن هيهات هيهات فلا يمكن إشباع نفس بور ، حتى ولو كانت متخمة مترعة بالنعــم فى ظل عدم القناعة ، وعلو صوت الرغبة ، ونداء الغريزة المُلحة ، فليس هناك أقوى من غريزة العيش والحياة بعد أن أصبح هم الإنسان الأول اليوم ومصدر قلقه هو مأكله ومشربه منذ صغره إلى نهاية عمره .

فالجوع حقيقة مؤكدة ، لكن الندرة ليست هى سبب المجاعة والفقر ، لذا فإننا نرى أن الندرة ما هى إلا أحد الأوهام الكاذبة ، ولا ترجع إلى زيادة السكان بقدر ما تكون بسبب هدر الإمكانات ، وعدم الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية ، وعدم التوظيف الأكمل للطاقات البشرية . وأدلل على ذلك بالصين 1.312 مليار نسمة ، كيف نجحت فى توفير الغذاء لـ 22% من سكان العالم فى ظل مساحة تقدر بـ 8% صالحة للزراعة عالمياً وهذا يعد إعجازاً اقتصادياً ونموذجاً تنموياً يجب الاستفادة منه والاقتداء به(1) .

الصفحات